اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 331
شبه الجزيرة عند الفتح العربي "عام 711" ميدانا لثلاث مجاميع من اللهجات يختلف بعضها عن بعض اختلافا كبيرا: الغاليسية في الغرب والقسطلانية في الشرق ومجموعة وسطى تشغل منطقة شاسعة. والإسبانية المشتركة خرجت من لهجة من لهجات الشمال، لهجة قسطلة القديمة La Vieille- Castille القريبة من الأقاليم البسكية. اتجه انتشار القسطلانية نحو الجنوب، لأسباب يبررها التاريخ السياسي، وكان انتشارها في شكل هلال أخذ يزحف على لهجات المجموعة الوسطى شيئا فشيئا. ومع ذلك فقد بقيت عن يسار القسطلانية بمعناها الضيق وعن يمينها بقايا من هذه المجموعة تتمثل حتى أيامنا هذه في لهجتي الليون le leon والأرجون l'Aragon، اللتين تتشابهان تشابها غريبا. وقد صارت القسطلانية لغة أدبية في القرن الثالث عشر بفضل الملك ألفونس العاشر "1252-1284" الذي كان يحتل بالنسبة لأسبانيا الذي يحتله دانتي بالنسبة لإيطاليا. فالأسبانية المشتركة إذن نتيجة لتفوق قسطلة في السياسة والآداب. وهذا التفوق لم يمتد إلى البرتغال التي صارت دولة مستقلة منذ نهاية القرن الحادي عشر. واللهجات البرتغالية كانت تنتمي دائما إلى مجموعة الغربية. من ثم كانت البرتغالية القديمة تختلط بالغاليسية. ولكن الأهمية التي وصلت إليها لشبونة في القرن السادس عشر بوصفها العاصمة، وتأثير الشاعر الكبير كامونس "Camoens"؛ "1525-1580" جعلا الغلبة اللهجة المنطقة الوسطى في القطر الذي صارت فيه لغة البرتغال الأدبية المشتركة. أما اللهجة التي تتكلم اليوم في غاليسيا، فعليها سيما البرتغالية القديمة وقد توقفت عن التطور, ومع ذلك فهي مملوءة بالآثار اللغوية الأسبانية[1].
إذا قارنا الإنجليزية المشتركة بالفرنسية أو الأسبانية، وجدناها تحمل منذ بدايتها آثار اللهجات المختلفة[2]. وهذا ناتج من وقع مدينة لندن التي نشأت فيها الإنجليزية المشتركة في نقطة تجعلها ملتقي لمختلف اللهجات. هذا إلى أن تكون اللغة [1] تدين بالمعلومات التي نوردها في هذه الفقرة إلى الأستاذ أمريجو كاسترو Amerigo castro الذي تفضل فبعث بها إلينا، وانظر ليني دي فاشكنشلوس leite de Vasconcellos رقم 127. [2] و. هورن W. Horn، رقم 169، 170؛ مرصباخ Morsbach رقم 183.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 331