responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 300
واحدة بعينها، ومهمة العالم اللغوي هي بالضبط أن يدرس ما في هذه الآلة من جوهري ومن دائم. ومن ثم كانت الطريقة الموضوعية التي يحاربها فنك صالحة للتطبيق في علم اللغة تمام الصلاحية، واللغة في وسعها أن تدرس مستقلة عن العقلية.
فضلا عن ذلك فليس من المؤكد أن الأسباب التي تؤثر على اللغة تحدث في العقلية آثارا مماثلة. فالأجزاء الجوهرية الدائمة في اللغة تتحول وفقا لقواعد ليس للعقلية فيها أي نصيب. وهذا بالذات هو ما أدى إلى الافتراض بأن للغة حياة مستقلة عن كل حياة نفسية أو فسيولوجية أو اجتماعية. والواقع أن الفروق التي نلاحظها في فترة ما من التاريخ بين لغتي شعبين، حتى ولو كانتا من أصل واحد، يمكن تفسيرها بظواهر لغوية خاصة بتطور كل واحدة من اللغتين، وبالتالي لا تسمح لنا بحال أن نصدر حكما ما على عقلية الشعبين.
هذه الملاحظة تنطبق على أوضح الصفات التي يمكن أن تميز بين لغتين فترتيب الكلمات في الجملة مثلا عملية لها دلالاتها الفائقة، لأن جذوره، على ما يظهر، ناشبة في أبعد أعماق الشعور اللغوي، إذ إنه هو الأصل في تحضير الصورة الكلامية. ومع ذلك فنحن على تمام المعرفة من أن بنية الجملة في الألمانية أو الإرلندية أو الأرمينية الحديثة ناتجة من تطورات صرفية خاصة بهذه اللغات "انظر ص190" وكلما أوغل المؤرخ في الرجوع إلى الماضي، اكتشف في بنية التنظيمات الشديدة الاختلاف أثر قوانين داخلية يفسرها تطور كل لغة من هذه اللغات.
كذلك دأب العلماء، وهم على حق، على مقابلة اللغات التي تمارس التركيب باللغات التي تلجأ إلى الاشتقاق، إلى مقابلة الإغريقية باللاتينية أو الألمانية بالفرنسية مثلا. فالذي يبدو لأول وهلة أن هذين النوعين يمثلان نوعين مختلفين من العقلية، إذ أن العقل في الحالة الأولى بعد أن يحلل التصور يعبر بالتفصيل عن العناصر التي تنتج من هذا التحليل، بينما لا تشير الحالة الأخرى إلا إلى مظهر واحد من مظاهر التصور تاركة للسامع البحث عن المظاهر الأخرى. ولكن الواقع أن هذين المسلكين ينتجان من عادات قد تطورت إن قليلا وإن كثيرا، هذا إلى أنهما لا يتنافيان بل يستعملان معا في كل لغة بدرجات مختلفة. إذ يكفي في إحدى

اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 300
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست