responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 299
هذه الأمزجة الوطنية ومثلها اللغات عليها طابع النتائج لا طابع الأسباب. كذلك من التحكم أن تعتبر اللغة وليدة العقلية أو العقلية وليدة اللغة؛ لأن كلتيهما وليدة الظروف ونتائج الثقافة والمدنية.
لم نرد بالوصول إلى تلك النتيجة أن تثبط من هم أولئك الذين يحاولون ربط الفكرتين معا. إذ من الجائز أن تكون اللغة والعقلية نتاجا لأسباب واحدة وأن تكون المميزات التي تميزها واحدة دون أن يترتب على ذلك صدور إحداهما عن الأخرى. فإذا كانت اللغة علامة مميزة لصورة من صور التفكير. كان من الممكن أن نصل بتحليل مقارن للغات إلى سيكولوجية للأجناس. وهذه كانت فكرة هردر HERDER في مؤلفه عن أصل اللغة، وفكرة غليوم فون همبولت WILHELM VON HUMBOLT وشتينتال STEINTAL أيضا. وفي أيامنا هذه عاد العالم اللغوي الألماني ف. ن. فنك[1] F. N. FINCK إلى فكرة هردر محاولا تكميلها وفي رأيه أنه لا يجب علينا أن ننظر إلى اللغات إلا بوصفها آثارا معبرة عن عقل الشعوب. وأن اللغات ليست إلا تصويرات، لا تقدم أمام عين العالم السيكولوجي أية حقيقة واقعية ملموسة. وأن من الخداع لأنفسنا أن ندرسها على أنها حقائق واقعة فيجب أن تطبق عليها طريقة ذاتية محضة بألا نبدأ من اللغة التي ليست إلا نتيجة، بل من العقل الذي يخلق اللغة. هذه الطريقة خير الطرق لدراسة بعض نتاج النشاط النفساني PSYCHIQUE كالمعتقدات الشعبية. وهي نفس الطريقة المتبعة في دراسة الخوف أو الحلم أو الإيمان فها نحن أولاء بهذا الرأي قد ابتعدنا عن علم اللغة.
ويمكننا أن نجيب فنك بأن اللغة حقيقة واقعة مهما كانت الحال[2]. فاللغة بصوتياتها وبكيانها الصرفي لها وجود خاص مستقل عن استعدادات المتكلم النفسية واللغة تفرض بنفسها عليه في صورة نظام قد أعد من قبل، في صورة آلة وضعت في يده. وهو يستخدمها لغايات شتى, فيستعملها في حاجات سوقية أو يستخرج منها آثارا تدل على الحدق وتدعو إلى الإعجاب. ولكنها في كل الحالات آلة

[1] رقم 155.
[2] نفسه رقم 2 مجلد 1، ص664.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 299
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست