اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 264
يمكن أيضا الانتقال دون عناء من فكرة الإشفاق إلى فكرة الحنان. فتأمل البؤس يصحبه دائما إحساس بالحدب. لأن الإشفاق والود ينبعان من موضعين متجاورين في القلب الإنساني. فيقال حدبا: MON PAUVRE PETIT "صغيري المسكين" إذ لما كانت فكرة المسكنة وفكرة الصغر مرادفتين للضعف، كانتا توحيان بالحنان والإشفاق معا. وفي كثير من اللغات تستعمل كلمات واحدة للتعبير عن كل هذه العواطف دون تفريق؛ وتنتقل من أحداها إلى الأخرى. فالصفة bleiths تعنى في القوطية "مدر للشفقة"، وقرينتها في الألمانية العليا القديمة Blidi معناها "ظريف" ويظهر أن أصلها هو أصل الكلمة السنسكريتية mrityati "يذوب، يتفكك"، فالفكرة الأساسية هي فكرة الإشفاق التي تندي القلب وتلينه.
لكن الطيبة لا تكون بلا ضعف، وبالإغراق في الطيبة يصبح الإنسان "مغفلا" كما يقول المثل الفرنسي في صراحة قاسية. والكلمات التي تمت إلى الطيبة والعذوبة والهدوء في كثير من اللغات قد استعملت للدلالة على البلاهة فالبساطة، وهي فضيلة في الخلق، تعد نقصا في العقل أيضا. وقاصر العقل يوصف في الفرنسية بأنه simple "بسيط" وفي الألمانية بأنه einfaltig "بسيط" والكلمات bonasse وdebonnaire "مبالغ في الطيبة" تحملان اليوم محملا سيئا وقد ساعد
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس الجزء : 1 صفحة : 264