responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 154
إلى رجل من رجال القرن السابع عشر مشبع بالفلسفة الديكارتية ومنطق البوررويال، فإنه يجب عنها بالإثبات دون أدنى تردد. قال ديكارت: "صدق الحس هو الشيء الذي قد وزع على الناس خير توزيع ... وهو الشيء الوحيد الذي يجعلنا آدميين ويميزنا من الحيوان، وإني لأميل إلى القوة بأنه يوجد كاملا في كل فرد", وقال لبرويير la bruyere مبالغا في فكرة الفيلسوف: "العقل في كل الأقطار موطنه. وإن التفكير ليستقيم في كل مكان يوجد فيه الناس" هذا التصور لعقل إنساني ذي قوانين ثابتة لا تتحرك، متماثل تمام التماثل في كل الأرجاء، كان محل تسليم الجميع في ذلك الحين. ولكنه في يومنا هذا يبدو محلا للنظر[1].
ومع ذلك فلا ينكر إنسان وجود بعض سمات أساسية مشتركة مهما اختلفت العادات العقلية بين شعوب الأرض المختلفة, فهناك منطق إنساني وتوجد كليات منطقية كبرى عند جميع البشر الذي يفكرون, وهي بطبيعة الحال أساس الفصائل النحوية, فمن أين تستمد هذه وتلك قيمتها؟
يعزو إميل دركهايم[2] وجود الفصائل إلى نوع من الضرورة تقف بالنسبة للحياة العقلية موقف الالتزام الأخلاقي بالنسبة للإراة: يعني أن الفصائل ذات أصل اجتماعي وتتوقف على المجتمع. هنا نجد أثر العامل الاجتماعي الذي ظهر لنا بوضوح فيما سبق أنه أصل التغيرات الصوتية. فهو وحدة القادر على تفسير القانون الصوتي؛ فنوع الضرورة الذي يفرض على مجتمع بعينه أن يحركوا جهازهم الصوتي بصورة واحدة ليس له أصل أو ميتا فيزيقي، كذلك لا يمكن أن يفسر على أية عارض فردي ثم عمم؛ فليس هنالك من سلطة تكفي لأن تفرض محاكاة خاصة فردية، والقسر الذي تفرضه الصوتيات له من القوة لا يستطيع معه فرد أن يتخلص من نيرها، وكذلك الحال بالنسبة لسلطان الفصائل وكلاهما يستمد قوته من قوة الرباط الاجتماعي.

[1] ليفي بريل: رقم 88 ص7.
[2] رقم 10, عام 1909 ص747.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست