responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 153
دون أن نتخيل وجود خلاف في النسبة التي تجمع بين الكلمتين في كل من العبارتين. وعلى العكس من ذلك تميز اللغة المندنجية le mendingue، إحدى لغات إفريقية الغربية، بين afa "آفا" "أبوه" وa-at kursi "آ-تا-كرسي" "سراويله"؛ فضمير الملك يختلف في كلتا الحالتين، لأن الأب لا يتبع ابنه على نحو ما يتبع السراويل مالكه[1]. ففصيلة التبعية في هذه اللغة تزيد تعقيدا بتمييزها بين تبعية الملكية وتبعية غير الملكية. أما الفرنسية فلا تشير إلى هذا الفرق وإن كان يبدو مسلما به عند التفكير. يرجع الخلاف بين النحو والمنطق إلى أن الفصائل النحوية والفصائل المنطقية لا تلتقي إلا نادرا، فإن عدد الثانية لا يتفق مطلقا مع عدد الأولى؛ فإذا حاولنا أن ندخل في مسائل النحو شيئا من النظام بتصنيفها وفقا للمنطق، رأينا أنفسنا منساقين إلى توزيعها توزيعا تحكميا: فطورا نرانا نفرق بين مسائل ذات صفة نحوية واحدة في فصيلتين متميزتين من فصائل المنطق "وفي ذلك إكراه للغة"؛ وطورا نرانا نجمع في فصيلة نحوية واحدة مسائل لا يربط بينها شيء من المنطق "وفي ذلك إكراه للعقل". فالأيسر إذن أن تختار طريقة وسطا بين هاتين الطريقتين من طرق التصنيف. وفي ذلك تبرير لمسلك النحاة الذين لا نعدم أن نجد قيمة نحوية في مصطلحاتهم وإن كانت تحكميةوخالية من المنطق في غالب الأحيان. والشيء الوحيد الذي نطالبهم به هو أن نكون تصنيفاتهم، وقد ضحوا فيها بالمنطق، متفقة مع الأوضاع النحوية للغة التي يدرسونها، إذ أن الفصائل، وإن اختلفت من لغة إلى أخرى، لها في الواقع سلطان يطغي على نشاط العقل في اللغة التي توجد فيها.
من اختصاص المناطقة أن يحددوا الكليات المنطقية وأن يقرروا ما إذا كان وراء الفصائل النحوية المختلفة الألوان فصائل منطقية تجري على كل اللغات وتفرض نفسها عليها جميعا تحكم تركيب المخ البشري. ولنفترض أننا قد وجهنا هذا السؤال

[1] د. دلافس Delafosse رقم 4، مجلد 18" 1963" ص353.
اسم الکتاب : اللغة المؤلف : جوزيف فندريس    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست