responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها المؤلف : ابن فارس    الجزء : 1  صفحة : 107
وثَمَّ:
بمعنى: "هُنالك" قال الله جلّ ثناؤه: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا} [1].
وقرئت: {إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ} [2] أي: هنالك الله شهيد.
ومما أوله جيم جَيْرِ:
يقولون: "جَيْرِ" بمعنى "حَقّاً" قال المُفَضَّل: هي خَفْضٌ أبداً، ورُبَّما نوّنوها. وأنشد المفضَّل3:
ألا يَا طالَ بالغَرَباتِ لَيْلي ... وَمَا تلْقَى بَنو أسَدٍ بِهِنَّهْ
وقائِلةٍ أسِيتَ فقلت جَيْرٍ ... أسِيٌّ إنّه من ذَاكَ إنَّهْ
أصابَهُمُ الْحِمَا وهمُ عَوافٍ ... وكُنَّ عَلَيْهِمِ نَجْساً لعنه
فجئت قبورَهم بَدْأَ ولمَا ... فَنَادَيتُ القبورَ فلم يُجِبْنَهْ
وكيف تجيبُ أصْداءٌ وَهامٌ ... وأجْسَادٌ بُدِرْنَ وَمَا نُحِرْنَهْ4
الحما: أراد الحِمَام. وبُدِرْنَ: طعِنَّ فِي البوادِر.
لا جَرَمَ:
قال: "جَرَمَ" بمعنى "حُقّ" قال5:
ولقد طعنتُ أبا عُيَيْنَة طَعنةً ... جَرمَتْ فَزَارَةُ بَعدَها أن يَغْضِبُوا
وذكر ناس أنها بمعنى "لا بُدّ" و"لا مَحَالةَ".
وأصلح مَا قيل فِي ذَلِكَ أن "لا" نفي لما ظَنُّوا أنه ينفعهم فِي قوله جل ثناؤه: {لَا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ} [6] والمعنى "لا" أي "لا ينفعهم ظنهم"

[1] سورة الدهر، الآية: 20.
[2] سورة يونس، الآية: 46.
3 خزانة الأدب: 10/ 111، 113، 117، والغربات: جمع الغربة: النزوح عن الوطن.
4 أصداء: جمع صدى، وهو طائر يطير بالليل، أو ماء يخرج من رأس المقتول إذا بلي، وقد أراد ههنا جسد الآدمي بعد موته. الهام: جمع الهامة: رأس كل شيء، وهي بمعنى الصدى.
5 المقتضب: 2/ 352، وقيل: البيت لأبي أسماء بن الضريبة.
[6] سورة هود، الآية: 22.
اسم الکتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها المؤلف : ابن فارس    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست