responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها المؤلف : ابن فارس    الجزء : 1  صفحة : 106
وتكوم "ثُمَّ" بمعنى "واو عطف" قال الله جلّ ذِكرهُ: {فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ} [1] أي وهو شهيد.
وتكون بمعنى التعجّب كقوله جلّ ثناؤه: {ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ} [2] و {ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} [3] وأنشد قطرب أن "ثُمَّ" بمعنى "الواو":
سألت ربيعةَ مَن خَيرُها ... أباً ثُمَّ أمّاً فقالت لِمَهْ
ومنه قوله جلّ ثناؤه: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَه} [4] فأمّا قوله جلّ وعزّ: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ} [5] فقال قوم معناها: "وصوّرناكم" وقال آخرون: المعنى "ابتدأنا خلقكم" لأنه جلّ ثناؤه ابتدأ خلق آدم عَلَيْهِ السلام من تُراب، ثُمَّ صَوَّره. وابتدأ خلق الإنسان من نُطْفَة ثُمَّ صَوَّره. قالوا: فـ"ثُمَّ" علي بابها. قال الله جلّ ثناؤه: {يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ} [6].
وزعم ناس أن "ثُمَّ" تكون زائدة. قال الله جلّ ثناؤه: {وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ} [7] إِلَى قوله جلّ ثناؤه {ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ} معناه: "حَتَّى إذا ضاقت عليهم الأرض تاب عليهم" وقوله جل ثناؤه: {خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلًا} [8] وَقَدْ كَانَ قضى الأجل، فمعناه: "أُخْبِرُكم أني خلقته من طين، ثُمَّ أخبركم أنّي قضَيتُ الأجَل" كما تقول: "كلمتك اليومَ ثُمَّ قَدْ كلمتُك أمسِ" أي إني أخبرك بذاك ثُمَّ أُخبركَ بهذا.
وهذا يكونُ فِي الجُملِ، فأما فِي عطف الاسم عَلَى الاسم، والفعل عَلَى الفعل فلا يكون إِلاَّ مرتّباً أحدُهما بعد الآخر.

[1] سورة يونس، الآية: 46.
[2] سورة المدثر، الآية: 15.
[3] سورة الأنعام، الآية: 1.
[4] سورة القيامة، الآية: 15.
[5] سورة الأعراف، الآية: 11.
[6] سورة آل عمران، الآية: 111.
[7] سورة التوبة، الآية: 25.
[8] سورة الأنعام، الآية: 20.
اسم الکتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها المؤلف : ابن فارس    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست