responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها المؤلف : ابن فارس    الجزء : 1  صفحة : 104
أخاكَ بَلْ أباك" لأن الأوّل قَدْ ثبَّتَّ لَهُ الضرب.
والبصريون يقولون: لمَّا كَانَ "بل" تقع للإضراب، وكنَّا نُضرِب عن النفي وقعت بعد الإيجاب كوقوعها بعد النفي. و"لا بل" مثلها.
وقال قوم: يكون "بَلْ" بمعنى "إِنَّ" فِي قوله جلّ ثناؤه: {ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ، بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا} [1] معناه: "إنَّ الذينَ كفروا" {فِي عِزَّةٍ} قالوا: وذلك أنَّ القَسَم لا بُدّ لَهُ من جواب.
ويزعُم ناسٌ أنها إِذَا جاءت فِي الإثبات كَانَتْ استدراكاً. تقول: "لقيتُ زيداً بل عمراً" وهذا عند الغلط.
بَلْهَ:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "يقول الله جلّ ثناؤه: أَعدَدْتُ لعبادِيَ الصَّالحينَ مَا لا عَينٌ رأتْ ولا أذنٌ سمعَتْ ولا خَطَر عَلَى قلبِ بَشَر، بَله مَا أطلَعْتُهُم عَلَيْهِ" [2]. قالوا: معناه "سِوى" و"دَعْ" كَأَنَّه قال: "سوى مَا أطلعتهم عَلَيْهِ" و"دَعْ مَا أطلعتهم" قال أبو زُبَيْد3:
تَمْشي القَطُوف إِذَا غَنَّى الحداة لها[4] ... مشي النَّجِيبَة بَلْهَ الْجِلَّةَ النُّجَبَا
بَيْدَ:
قالوا: "بيد" بمعنى "غَيْرَ". قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "نحن الآخِرُونَ السابِقُون يومَ القيامة، بَيْدَ أنَّهم أُوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناهُ من بعدهم" [5], أي "غيرَ أنهم" قال الشاعر6:

[1] سورة ص، الآية: 1.
[2] غريب الحديث: 1/ 286، "إن الجنة لا خطر لها" أي لا مثل لها.
3 أبو زبيد: هو المنذر بن حرملة الطائي، أدرك الإسلام ولم يسلم، مات سنة 62هـ، والبيت في لسان العرب مادة "بله" لابن هرمة.
[4] دابة قطوف: الدابة إذا ضاق مشيها. والنجيبة: صفة الناقة الكريمة. الجلة: المسن من الإبل.
[5] رواه مسلم: جمعة: 19-20, وضوء: 68، أنبياء: 54، أيمان: 1، ديات: 15، تعبير: 40، توحيد: 35، والنسائي: جمعة، وأبو داود مقدمة1.
6 مغني اللبيب: 1/ 122 بلا عزو، وتاج العروس مادة "رتن" ونسبه إلى منظور بن مرثد. وفيه: أخاف إن هلكت.
اسم الکتاب : الصاحبي في فقه اللغة العربية ومسائلها وسنن العرب في كلامها المؤلف : ابن فارس    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست