لكثرة ما يجري على ألسنتهم، فإذا صغروه ردّوا الياء؛ لأن التصغير يرد الأشياء إلى أصولها. قال الجوهري: "واستدلوا عليه بقول ابن عباس - رضي الله عنه - أنه قال: إنما سمّي إنساناً لأنه عهد إليه فنسي"[1].
وعلى قول ابن عباس فإن الناس - أيضاً - من نسي، ثم حدث فيه قلب بتقديم اللام إلى موضع العين، وتأخير العين إلى موضع اللام؛ فصار "نيساً" فقلبت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها.
3- الأضداد:
يقصد بالأضداد في اصطلاح اللغويين الكلمات التي تؤدي إلى معنيين متضادين بلفظ واحد، ككلمة "الجون" تطلق على الأبيض والأسود.
ومن الأضداد كلمة "السامد" فهي تدل على اللاهي، الحزين، ولأحد نحاة المدينة رأي فيها، وهو محمد بن مروان المدني (195 هـ تقريباً) .
قال أبو حاتم السجستاني: "وحكوا عن ابن مروان، قال: السامد الحزين في كلام طيء واللاهي في كلام اليمن، وأما الذي في القرآن[2] فلا علم لي به"[3].
وقال أبو الطيب اللغوي: "ويحكي عن ابن مروان نحويّ أهل المدينة من خزاعة الغبشان أنه قال: السامد: الحزين من كَلام طيىء، واللاهي من كلام سائر أهل اليمن "[4].
4- هاء السكت:
من خصائص الوقف في العربية اجتلاب هاء السكت، ولها ثلاثة مواضع [1] الصحاح (أنس) 3/905. [2] إشارة إلى قوله عز وجل {وَأَنْتُم سَمِدُون} سورة النجم: الآية 61. [3] الأضداد 144 (ضمن ثلاثة كتب في الأضداد) . [4] الأضداد 1/371.