7- النداء والترخيم:
روي أن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - لما قرأ: {ونَادَوا يا مَالِ لِيَقْض عَلَيْنا رَبُّكَ} [1] أنكر عليه ابن عباس - رضي الله عنهما - فقال علي: "هذا من الترخيم في النداء. فقال ابن عباس: ما أشغل أهل النار في النار عن الترخيم في النداء فقال علي: صدقت"[2].
قال ياقوت في تعليقه على هذه الرواية: "فهذا يدل على تحقّق الصحابة بالنحو وعلمهم به"[3].
ومع أن الشك يتطرق لهذا الرواية لورود مصطلح "الترخيم في النداء" فيها، إذ يظن أنه مصطلح متأخر نوعاً ما، إلا إننا لا نستطيع إنكارها لورودها عن ياقوت، ومعروف عنه تحريه فيما يرويه من الأخبار، ولأن الواقع اللغوي الجديد في عصر علي بن أبي طالب كان مهيئاً لنشأة مثل تلك المصطلحات، ويقوي ذلك مكَانة الرجلين علي وابن عباس في اللغة، وما أثر عنهما في هذا الشأن، وهو شيء كثير.
8- التقديم والتأخير:
فسر ابن عباس قوله عز وجل {أَم لَهُمءَالِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِن دونِنَا لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِم وَلاهُم مِنّا يُصحَبُون} [4] فقال: "في الكلام تقديم وتأخير"[5]. [1] سورة الزخرف: الآية77. [2] معجم الأدباء1/17. [3] نفسه 1/17. [4] سورة الأنبياء: الآية 43. [5] البحر المحيط 6/ 314.