responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أصول علم العربية في المدينة المؤلف : الصاعدي، عبد الرزاق بن فراج    الجزء : 1  صفحة : 351
[4]- إعراب حتّى وما بعدها:
ثمة شاهد نحويّ مشهور يتناقله النحاة منذ عهد سيبويه، ويروونه عن بعض نحاة المدينة، وهو مروان بن سعيد المهلبيّ، وهو قوله:
أَلْقَى الصَّحِيفَةَ كَي يُخَفِّفَ رَحْلَهُ ... والزَّاد َحَتَّى نَعْلَهُ أَلْقَاهَا1
وفيه روايات، وهي "حتى نعلِه" و"حتى نعلَه" و"حتى نعلُه"[2] ولا ندري كيف أنشده مروان بن سعيد المهلبيّ، ولا نعرف رأيه في توجيهه، كما لا نعرف رأي معاصريه من نحاة المدينة في توجيه هذا البيت، الذي نقدّر أنه استأثر بعنايتهم، فهو من شواهدهم، كما استأثر بعناية النحاة في البصرة والكوفة وغيرها من الأمصار.
والشاهد فيه "حتى نعله" إذ يجوز في حتى وما بعدها ثلاثة أوجه، وقد أنشده سيبويه[3] على أن حتى فيه حرف جر بمعنى إلى، وأن مجرورها غاية لما قبلها، كأنه قال ألقى الصحيفة والزاد وما معه من المتاع حتى انتهى الإِلقاء إلى النعل، ويكون "ألقاها" توكيد[4]، وهي بمنزلة قوله عز وجل {سَلامٌ هِي حَتى مَطْلَع الفَجْر} [5].
أما النصب فمن وجهين:
أحدهما: نصبه بإضمار فعل يفسره (ألقاها) كأنه قال: حتى ألقى نعله ألقاها، كما يقال في الواو وغيرها من حروف العطف.
ثانيها: أن يكون نصبه بالعطف على الصحيفة، وحتى بمعنى الواو، كأنه

1 ينظر: الكتاب 1/97، وأسرار العربية 269، وشرح المفصل لابن يعيش 8/19، ورصف المباني 258، وشرح الأشموني 2/214، والهمع 2/24، والخزانة 3/21.
[2] ينظر: أسرار العربية 269.
[3] ينظر: الكتاب 1/97.
[4] ينظر: التصريح 2/141.
[5] سورة القدر: الآية 5.
اسم الکتاب : أصول علم العربية في المدينة المؤلف : الصاعدي، عبد الرزاق بن فراج    الجزء : 1  صفحة : 351
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست