وفي {قُلُوبُنَا غُلْفٌ} : قلبي في غلاف فلا يخلص إليه مما تقول شيء[1] وفي {إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ} : إلا من أخطأ حظه[2].
15- مروان بن سعيد المهلبيّ (195 هـ تقريبا)
من أحفاد المهلب بن أبي صفرة، واسمه: مروان بن سعيد بن عباد بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة المهلبيّ، أخذ عن الخليل بن أحمد، وكانت له صلات وثيقة بالبصرة والكوفة في العراق.
وفي "طبقات النحويين"[3] للزبيديّ، و"إنباه الرواة"[4] للقفطيّ ما يفيد أن المهلبيّ من أهل المدينة، أو أقام بها زمنا، وتصدَّر للتدريس.
وذكر ياقوت أن المهلبيّ هذا من "المتقدمين في النحو المبرزين فيه"[5].
وذكر القفطيّ حكاية في أثناء ترجمة الوليد بن محمد التميميّ المصريّ المعروف بـ "ولاّد" تدل على أن مروان بن سعيد المهلبي كان من رجال النحو في المدينة، غير أنه لم يكن من حذاقه، قال القفطيّ في كلامه عن ولاّد: "وقيل: إنه خرج في أول أمره إلى مكة، فحجّ، وجاء إلى المدينة، فزار قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورأى بالمدينة نحوياً متصدراً لإفادة النحو، وهو المهلبي تلميذ الخليل، وهو الذي كان يهاجي عبد الله بن أبي عُيينة، ولم يكن من الحذاق بالعربية، فأخذ عنه ولاّد ما عنده، وكان يسمعه يذكر الخليل شيخه، فراح ولاد إلى البصرة، وأدرك الخليل بن أحمد، ولقيه وأخذ عنه وأكثر بالبصرة، وسمع منه الكثير، ولازمه، ثم انصرف إلى الحجاز، ودخل مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولقيه معلمه المهلبي فناظره، فلما رأى منه المدني تدقيق ولاد للمعاني [1] نفسه 1/452. [2] نفسه 1/609. [3] ص 213. [4] 3/354. [5] معجم الأدباء6/2698، وينظر: بغية الوعاة 2/284.