ويعد كتابه في التفسير من مصادر الطبري الرئيسة في تفسيره؛ إذ نقل عنه بكثرة.
ويبدو من النقول التي وصلتنا عن طريق الطبري أن معظم تفسير ابن زيد يشتمل على شرح الغريب، وحل التراكيب المشكلة أو غير المألوفة، وهو ينحو فيه منحى ابن عباس وابن مجاهد في تفسيرهما.
ويمكن القول إن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم كان واحداً من أعلام اللُّغة في المدينة، وأنه خلّف تفسيراً يشبه إلى حدٍّ ما تفسير ابن عباس وتفسير ابن مجاهد غير أن عنايته بالشعر كانت ضعيفة.
ويقول عنه باحث معاصر وهو فؤاد سزكين: "أما تفسيره فأكثره شروح لغوية، ويبدو أن هذا التفسير كان أحد المصادر الهامة لتفسير الطبريّ"[1].
وذكر سزكين أن الطبري أفاد من تفسيرِ ابن أسلم هذا في نحو ثمانمائة وألف موضع، وذكر أن الثعلبي أفاد منه - أيضا - في تفسيره "الكشف والبيان".
ومن نماذج تفسير ابن أسلم اللغوية:
قوله: طغيانهم: كفرهم وضلالهم[2].
والأنداد: الآلهة التي جعلوها معه[3].
والمطهّرة: التي لا تحيض[4].
ومن نماذج تفسيره اللغويّ في الأساليب:
قوله في قول الله عز وجل: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} : أوفوا بأمري أوفِ بالذي وعدتكم[5]. [1] تاريخ التراث العربي ا/88. [2] ينظر: جامع البيان 1/169. [3] نفسيه 1/199. [4] نفسه 1/212. [5] نفسه 1/289.