[4]- مسلم بن جندب الهذليّ (106 هـ)
وهو قارئ مُجيد وقاص مشهور من أهل المدينة.
قال الجزيريّ: "وكان من فصحاء أهل زمانه، وقال عمر بن عبد العزيز: من سرّه أن يقرأ القرآن غضاً فليقرأه على قراءة مسلم بن جندب"[1].
ولمسلم عناية باللغة والنحو جعلت بعض علماء الطبقات يصفه بأنه نحويّ، ومن هؤلاء القفطيّ الذي ذكر أن مسلم بن جندب يعدّ من النحويين[2].
وكان علماء المدينة يرجعون إليه في مشكلات اللُّغة وتفسير الغريب، ولاسيما القرآن، قال الجزيريّ: "وقال ابن وهب: حدثني نافع، قال: سألت مسلم بن جندب عن قوله تعالى: {كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ} [3] قال: إلى غاية، فسألته عن {رِدْءاً يُصَدِّقُنِي} [4] فقال: الردء: "الزيادة"[5].
وكان لمسلم بن جندب أثر بالغ في قراء المدينة بعامة، فهو قدوتهم في اللغة، فقد روى الإمام الذهبي ما نصه: "قال الحلواني عن قالون، قال: كان أهل المدينة لا يهمزون، حتى همز ابن جندب فهمزوا {مُسْتَهْزِءون} [6] و {يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} [7].
وهذا يدل على ما بلغه ابن جندب من مكانة رفيعة في اللُّغة والقراءة. [1] غاية النهاية 2/297. [2] ينظر: إنباه الرواة 3/261. [3] سورة المعارج: الآية 43. [4] سورة القصص: الآية 34. [5] غاية النهاية 2/297، وينظر: معرفة القراء الكبار 66. [6] سورة البقرة: الآية 14. [7] معرفة القراء الكبار 66، والآية في سورة البقرة: الآية 15.