اسم الکتاب : إصلاح المنطق المؤلف : ابن السكيت الجزء : 1 صفحة : 133
عنده جِمَامُ القَدَح ماء، ولا تقل جُمَامٌ إلا في الدقيق وأشباهه, تقول: أعطاني جُمَام المكوك دقيقاً، إذا أردت أنه حطَّ ما يحملهُ رأسه، فذلك الجُمَام, وتقول: كان كذا وكذا في زمن كِسْرى، وهو أكثر من كَسْرى, وهو هلال بن إِسَاف، مكسورة الألف, وهو فِصْح النصارى، إذا أَكَلوا اللحم وأفطروا, وهذا مقدمة العَسْكَرِ, وهم المُقَاتِلَة ولا تقل: المُقَاتَلَة, وتقول: هذا تمرُ شِهْرِيز وسِهْرِيز، ولا تضمن أولها, وهو المِرْفَقُ مكسور الميم، من الأبر يرتفق به، ومن مِرْفَقُ اليد, وهي إِنْفَحَةُ الجَدْي وإِنْفَحَّةٌ، ولا تقُل: أَنْفحَةٌ, قال أبو يُوسف: وحضرني أعرابيان من بني كلاب فقال أحدهما: إِنْفَحَةٌ، وقال الآخر: مِنْفَحَةٌ، ثم أفترقا على أن يسألا جماعة الأشياخ من بني كلابٍ، فاتفق جماعة على قول ذا، وجماعةٌ على قول ذا، وهما لغتان, وتقول: أنت على رِيَاس أمرك، والعامة تقول: على رُأْس أمرك, ورِيَاسُ السيف: مَقْبِضه, وهو المِسْوَاك.
باب: ما يشدد
يقال: ما زال ذاك هِجِّيراهُ، أي دأبه وشأنه, ويقال: غيثٌ جِوَّر، إذا كان غزيراً كثير المطر، ورواه الأصمعي غيث جُؤَر بالتخفيف والهمز، مثال نُغَر, وأنشد الأصمعي:
لا تَسْقِهِ صيب عزاف جُؤَر1
ويقال: قد جَأَر بالدعاء، إذا رفع به صَوْتَهُ, ويقال: في خلق فلان زَعَارَّةٌ، ولا تقل: زَعَارَةٌ بالتخليف, ويقال: هو الإِجَاص، ولا تقل: إِنْجاص, وهي الإِجَّانة ولا تقل إِنْجانة, وتقول: هذا شر شِمِّر، أي شديد, ولا تقل: شَمِر, وقال: هو الخَرُّوب والخُرْنُوب، ولا تقل: خَرْنُوب, ويقال: هذا سامٌّ أبرص، وهذان ساما أبرص، وهؤلاء سَوَامُّ أبرص، وإن شئت قُلت: هؤلاء السَّوَامُّ، وإن شئت قلت: هؤلاء البِرَصَةُ, وتقول: نعم الهَامَّةُ هذا، يُعني به الفرس، ولا تقل: الهَامَةُ بالتخفيف, وتقول: هي آَرِيُّ الدابة، مُثَقَّل، لمحبسها، والجمع أَوَارِيٌّ، ويقال: أَرَّيت له آَرِيًّا, وقد تَأَرَّى الرجلُ، إذا تحبس, قال الأصمعي: ومنه يُقال: أَرَت القدرُ تاري أَرْيًا، إذا
1 لجندل بن المثنى, كما في: اللسان: جأر.
اسم الکتاب : إصلاح المنطق المؤلف : ابن السكيت الجزء : 1 صفحة : 133