responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : السمهودي    الجزء : 1  صفحة : 257
وعن مكحول قال: لما كثر أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قالوا: اجعل لنا مسجدا، فقال:
خشبات وثمامات، عريش كعريش أخي موسى صلوات الله عليه، الأمر أعجل من ذلك.
ورواه رزين وزاد فيه: فطفقوا ينقلون اللبن وما يحتاجون إليه ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينقل معهم، فلقيه رجل ومع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لبنة فقال: أعطنيها يا رسول الله، فقال: اذهب فخذ غيرها، فلست بأفقر إلى الله مني.
ونقل المجد عن رواية محمد بن سعد نحوه، قال: وجاء رجل يحسن عجن الطين، وكان من حضرموت، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: رحم الله امرأ أحسن صنعته، وقال له: الزم أنت هذا الشغل فإني أراك تحسنه.
وفي كتاب يحيى من طريق ابن زبالة عن الزهري: كان رجل من أهل اليمامة يقال له طلق من بني حنيفة يقول: قدمت على النبي صلّى الله عليه وسلّم وهو يا بني مسجده، والمسلمون يعملون فيه معه، وكنت صاحب علاج وخلط طين، فأخذت المسحاة أخلط الطين والنبي صلّى الله عليه وسلّم ينظر إلي ويقول: إن هذا الحنفي لصاحب طين.
وروى أحمد عن طلق بن علي قال: بنيت المسجد مع النبي صلّى الله عليه وسلّم فكان يقول: قربوا اليمامي من الطين فإنه أحسنكم له مسكا وأشدكم منكبا.
وعنه أيضا قال: جئت إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه يبنون المسجد، قال: فكأنه لم يعجبه عملهم، قال: فأخذت المسحاة فخلطت بها الطين، فكأنه أعجبه أخذي المسحاة وعملي فقال: دعوا الحنفي والطين فإنه من أصنعكم للطين.
وأسند ابن زبالة ويحيى من طريقه في أثناء كلام عن ابن شهاب في قصة أخذ المربد، قال: فبناه مسجدا، وضرب لبنه من بقيع الخبخبة ناحية بئر أبي أيوب بالمناصع والخبخبة:
شجرة كانت تنبت هناك.
وأسند يحيى من طريق عبد العزيز بن عمر عن يزيد بن السائب عن خارجة بن زيد بن ثابت قال: بنى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مسجده سبعين في ستين ذراعا أو يزيد، ولبّن لبنه من بقيع الخبخبة، وجعله جدارا، وجعل سواريه خشبا شقة شقة، وجعل وسطه رحبة، وبنى بيتين لزوجتيه.
قال عبد العزيز: فسألت زيدا: أين بقيع الخبخبة؟ قال: بين بئر أبي أيوب وتلك الناحية، وهذا بقيع الغرقد لبقيع المقبرة، وقال: سألت عبد العزيز عن بقيع الخبخبة فقال:
هي- أي الخبخبة- يسار بقيع الغرقد حين تقطع الطريق وتلقاها عند مسجد يحيى، فقلت: ومن يحيى صاحب المسجد الذي ذكرت؟ فقال: يحيى بن طلحة بن عبيد الله.
قلت: بقيع الخبخبة لا يعرف اليوم كما ذكره شيخ مشايخنا الزين المراغي، لكن

اسم الکتاب : وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى المؤلف : السمهودي    الجزء : 1  صفحة : 257
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست