responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نفاضة الجراب في علالة الاغتراب المؤلف : لسان الدين بن الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 96
وكفى بإبراهيمَ بَدْرَ خِلافَةٍ ... تَعْنُو لِغُرَّتِهِ البُدورُ الكُمَّلُ
وكفى بإبراهيمَ ليثَ كَريهَةٍ ... يَعنو لعزته الهِزَبْرُ المُشْبِلُ
أغْني وأَقْني وأَعْتَني وكَفَى العَنَا ... وأعانَ فهو المُنْعِمُ المُتَفَضِّلُ
ولِكُلِّ شَيءٍ غايةٌ مَرْقُوبَةً ... أعلامُها ولكلِّ شيءٍ مَفْصِلُ
فأَنِفْتَ للدِّينِ الحنيفِ وأهْلِهِ ... مِنْ خُطَّةِ الخَسْفِ التي قد حمَّلُوا
وَلِملَّةٍ جُنَّتْ فلو لم تَنْتَدِبْ ... لم يُلْفَ مَن يَرْقَى ولا مَن يَتْفُلُ
أحْكَمْتَ بالرأيِ السَّديدِ أُصُولَهَا ... وفَرَيْتَها لمَّا استَبَانَ المَفْصِلُ
وركَبْتَ فيها كلَّ صَعْبٍ لم يكُنْ ... لولا الإلهُ وعزُّ نَصْرِكَ يَسْهُلُ
وأَجَرْتَ عليكَ العُدْوَتان قُلُوبَهَا ... وأكفَّها وعلى الحَمِيَّةِ عَوّلُوا
جَمَعَتْ عليكَ العُدْوَتانِ قُلُوبَهَا ... وأكفَّها وعلى الحَمِيَّةِ عَوَّلُوا
فاهتَزَّ للحرب الكَمِيُّ بَسَالَةً ... واهتَزَّ في مِحرابِهِ المُتَبَتِّلُ
وبدا انفعالُ الكَونِ هذا العالَمُ العُلْ ... وِيُّ مهتزٌّ فكيفَ الأسفَلُ؟
والرُّومُ لاستِرجاعِ حقكَ شَمَّرَتْ ... هذا هوَ النَّصرُ المُعِمُّ المُخْوِلُ
واستَقْبَلَتْكَ السّابحاتُ مُواخِراً ... تَهْوِي إلى ما تَبْتَغي وتُؤَمِّلُ
تُبْدي جوانِبَها العُبُوسَ وإن تَكُن ... بالنَّصْرِ منكَ وُجُوهُها تَتَهَلَّلُ
هُنَّ الجواري المُنشَآتُ قد اغْتَدَتْ ... تختالُ في بُرْدِ الشَّبابِ وتَرْفُلُ
مِن كلِّ طائِرةٍ كأَنَّ جَناحَها ... وهو الشِّراعُ به الفِراخُ تُظَلِّلُ
جوفاءَ يحملها ومَن حَمَلَتْ بهِ ... مَنْ يَعْلم الأُنثى وماذا تَحْمِلُ
أَطْلَعنَ صُبْحاً مِنْ جَبينِكَ مُسْفِراً ... يَجلو الظلامَ وهُنَّ ليلٌ أَلْيَلُ
وطَلَعْنَ مِنكَ على البِلادِ بِطارِقٍ ... لِلفَتْحِ والنَّصْرِ الذي يُسْتَقْبَلُ
وبقيَّة مِنْ قومِ عادٍ أُهلِكوا ... ببقيَّةِ الرِّيحِ العَقيمِ وجُدِّلُوا
بالباطلِ البَحْتِ الصُّراحِ تَعَزَّزوا ... فالآنَ للحقِّ المُبينِ تَذَلَّلوا
خَضَبَتْ مَناصِلُكَ المفارِقَ مِنْهُمُ ... حِنَّا نَجيعٍ صَبْغُها لا يَنْصُلُ
أقبَلْتَ في يوم الهَياجِ فأَدْبَروا ... أقْدَمْتَ في لَيلِ العَجاجِ فأَجْفَلوا
أَعجَلْتَ حِزبَ البَغيِ فاشْتَبَهَتْ بِهِم ... طُرُقُ النجاةِ وللهلاَكِ تَعَجَّلُوا
صبَّحْتَهُمْ غُرَرَ الجِيادِ كأنما ... سدَّ الثَّنِيَّة عارِضٌ مُتَهَلَّلُ
من كلِّ مُنْجَرِدٍ أغرَّ مُحَجَّلٍ ... يرمِي الجِلادَ به أَغَرُّ مُحَجَّلُ
زَجِلُ الجَناحِ إذا أجدَّ لِغايَةٍ ... وإذا تَغَنَّى بالصَّهيلِ فَبُلْبُلُ
جِيدٌ كما التَفَتَ الظَّليمُ وفوقَه ... أُذْنٌ مُمَشَّقَة وطرْفٌ أَكْحَلُ
فكأنما هو صورةٌ في هَيْكَلٍ ... مِن لُطْفِهِ وكأنما هو هَيْكَلُ
عَجَباً له أَيخافُ في لَيْلِ الوَغى ... تِيهاً وذابِلُهُ ذُبَالٌ مُشْعَلُ
وخليجُ هِندٍ راقَ حُسنُ صَفائِهِ ... حتى لَكادَ يَعومُ فيه الصَّيْقَلُ
غَرِقَتْ بِصَفْحَتِهِ النِّبالُ وأَوْشَكَتْ ... تَبغي النَّجاةَ فأَوْثَقَتْهَا الأرجلُ
فالصَّرْحُ مِنهُ مُمَرَّدٌ والصَّفْحُ من ... هُ مُوَرَّدٌ والشَطُّ منه مُهَدَّلُ
وبكلِّ أزرَقَ إن شَكَتْ ألحاظُهُ ... مَرَهَ العُيونِ فبالعَجَاجَةِ يُكْحَلُ
مُتَأَوِّدٌ أعطافُه في نَشوَةٍ ... مما يَعُلُّ مِنَ الدِّماءِ ويَنْهَلُ
عَجباً له إنَّ النَّجيعَ بِطَرْفِهِ ... رمَدٌ ولا يَخْفى عَلَيْهِ المَقْتَلُ
لله يومُكَ في الفُتُوحِ فإِنَّهُ ... يومٌ أغرُّ على الزمانِ مُحَجَّلُ
لله موقِفُكَ الذي وَثَباتُه ... وَثَباتُه مثلٌ به يُتَمَثَّلُ
والخيلُ خَطٌّ والمجالُ صحيفةٌ ... والسُّمرُ تَنْقُطُ والصَّوارِمُ تَشْكُلُ

اسم الکتاب : نفاضة الجراب في علالة الاغتراب المؤلف : لسان الدين بن الخطيب    الجزء : 1  صفحة : 96
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست