responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منادمة الأطلال ومسامرة الخيال المؤلف : ابن بدران    الجزء : 1  صفحة : 315
والانحلال قولا وفعلا استحيي من الله وَمن النَّاس التفوه بهَا قَالَ وَلَا يغتر مُسلم بكشف وَلَا بِحَال فقد تَوَاتر الْكَشْف والبرهان عَن الْكُهَّان والرهبان وَذَلِكَ الْهَام الشَّيْطَان أما حَال أَوْلِيَاء الله وكراماتهم فَحق وأخبار ابْن صياد بالمغيبات حَال شيطاني وَحَال عمر بن الْخطاب يَعْنِي لما قَالَ ياسارية الْجَبَل الْجَبَل وَحَال الْعَلَاء الخضرمي حَال رحماني ملكي وَكثير من الْمَشَايِخ يتَوَقَّف فِي أَمر مثل يُونُس والحريري وَغَيرهمَا فَلم يتَبَيَّن لَهُم من أَي الْقسمَيْنِ هم قَالَ الشَّيْخ شهَاب الدّين ابْن الْعِمَاد فِي كِتَابه الانتقادعلى طائفتي الشُّهُود والعقاد لَو جهلنا فسق الشَّاهِد وَلَكِن رَأَيْنَاهُ يظْهر الكرامات وَالْمَشْي على المَاء والطيران فِي الْهَوَاء لم ينْعَقد النِّكَاح بِهِ لثَلَاثَة أوجه
اولها أَنه يجوز اظهار الْكَرَامَة على يَد الْكَافِر كَمَا ظَهرت على يَد السامري فِي رُؤْيَته لفرس جبرييل عَلَيْهِ السَّلَام دون بني أسرئيل حَتَّى قبض قَبْضَة من أثر الرَّسُول يَعْنِي أَخذ من تُرَاب مَوضِع حافر فرسه
الثَّانِي أَن الْوَلِيّ يجب عَلَيْهِ اخفاء الْكَرَامَة كَمَا صرح بِهِ أَبُو مُحَمَّد فِي أول كِتَابه فِي اللطائف وَالْحكم
الثَّالِث لَو رَأَيْت صَاحب بِدعَة يطير فِي الْهَوَاء لم أقبله حَتَّى يَتُوب من بدعته ذكره أَبُو نعيم فِي تَرْجَمَة الشَّافِعِي
وَقَالَ الذَّهَبِيّ كَانَ أَبُو عَمْرو الدِّمَشْقِي زاهد الشَّام يَقُول فرض على الْوَلِيّ كتمان الكرامات لِئَلَّا يفتتن بهَا وَقَالَ أَبُو يزِيد البسطامي لَو نظرتم الى رجل أعطي من الكرامات حَتَّى يرفع فِي الْهَوَاء فَلَا تغتروا بِهِ حَتَّى تنظروا كَيفَ تجدونه عِنْد الامر وَالنَّهْي وَحفظ الْحُدُود وآداب الشَّرِيعَة انْتهى وَحكى لنا بعض أَصْحَابنَا الثِّقَات انه دخل على رجل من أهل زمننا فِي دمشق ليزوره مَعَ جمَاعَة وَكَانَ الرجل قد أَقَامَ فِي بِلَاد الْهِنْد أعو اما وَحمل اصحابه على جمع كتاب لَهُ فِي كراماته وطبعه قَالَ فَلَمَّا زرناه وَأذن لنا فِي الذّهاب قَامَ لوداعنا فَأصَاب طرف جبته كأسا من البلور كَانَ مَوْضُوعا على كرْسِي فَسقط على السجادة ثمَّ تدحرج على البلاط وَلم ينكسر فَقَالَ أحد أحبابه هَذِه كَرَامَة للشَّيْخ فأعجب الشَّيْخ بِكَلَامِهِ وَتَبَسم وَقَالَ لنا مثل ذَلِك كثير يعيي أَن كراماتة

اسم الکتاب : منادمة الأطلال ومسامرة الخيال المؤلف : ابن بدران    الجزء : 1  صفحة : 315
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست