responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منادمة الأطلال ومسامرة الخيال المؤلف : ابن بدران    الجزء : 1  صفحة : 314
الطَّرِيقَة اليونسية اليه ويعرفون بِهِ وَكَانَ رجلا صَالحا وَسَأَلت جمَاعَة من اصحابه عَن شَيْخه فَقَالُوا لم يكن لَهُ شيخ وانما كَانَ مجذوبا وهم يسمون من لَا شيخ لَهُ بالمجذوب يُرِيدُونَ بذلك انه جذب الى طَرِيق الْخَيْر وَالصَّلَاح ويذكرون لَهُ كرامات كَثِيرَة انْتهى وَفِيه كَلَام طَوِيل اقول ان نقل الكرامات اصبح أمرا عسيرا لَان اصحاب الرجل يستعملون الغلو دَائِما والاخبار تحْتَمل الصدْق وَالْكذب وَكَثِيرًا مَا أرى كَرَامَة لرجل قد نَسَبهَا لَهُ المتاخرون ثمَّ أَرَاهَا بِعَينهَا فِي تَرْجَمَة من قبله وَمن قبله وَتارَة ينْقل المترجم الْكَرَامَة وَلَا يتفطن لمناقضتها الشَّرْع وَالْعقل وَأَنا اضْرِب لَك مِثَالا ليتضح بِهِ المرام وَهُوَ مَا حَكَاهُ ابْن خلكان وَصَاحب شذرات الذَّهَب عَن الشَّيْخ يُونُس ذَلِك أَن ابْن خلكان قَالَ سَأَلت رجلا من أَصْحَابه عَنهُ فَقَالَ كُنَّا مسافرين وَالشَّيْخ يُونُس مَعنا فنزلنا فِي الطَّرِيق بَين سنجار وعانة وَهِي مخوفة فَلم يقدر وَاحِد منا أَن ينَام من شدَّة الْخَوْف ونام الشَّيْخ يُونُس فَلَمَّا انتبه قُلْنَا كَيفَ قدرت تنام فَقَالَ وَالله مَا نمت حباى جَاءَ اسماعيل بن ابراهيم عَلَيْهِمَا السَّلَام وتدرك القفل ودخلنا سَالِمين ببركة الشَّيْخ يُونُس فَانْظُر أَولا الى الْمُتَكَلّم وَلَو حملناه على محمل حسن وَقُلْنَا انه صَادِق فَهَل يَلِيق بِهِ أَن يَجْعَل سيدنَا اسماعيل أَو وَالِده الْخَلِيل عَلَيْهِمَا الصَّلَاة وَالسَّلَام حارسين عِنْده لينام نوما هينئا وهما ساهران كالأجير الَّذِي يَأْخُذ أجرته ويدافع عَن مَال سَيّده وهب أَن الامر صَحِيح فَكيف جَازَ لَهُ الاتكال على غير الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى نعم لَو قَالَ اني قبل نومي دَعَوْت الله تَعَالَى وفوضت امرى وامر الْقَافِلَة اليه لَكَانَ كلامة مَقْبُولًا ثمَّ لَيْت شعري هَل ذَلِك الرَّاوِي صَادِق فِيمَا نَقله أَو هُوَ عدل مرضِي الشَّهَادَة أم لَا مَعَ أَن رُوَاة الحَدِيث لَا نصدقهم حَتَّى تتَحَقَّق لنا عدالتهم ونعلم صدقهم فَكيف نجيز قبُول خبر وَاحِد مَجْهُول الْحَال تالله مَا هَذَا هذيان وَعدم تمكن من الْعلم الصَّحِيح
وَحكى الذَّهَبِيّ عَن الشَّيْخ أَنه كَانَ زاهد كَبِير الشان لَهُ الْأَحْوَال والمقامات والكشف وَذكر أَيْضا أَنه سمع شيخ الاسلام أبن تَيْمِية ينشد للشَّيْخ يُونُس بَيْتا ظَاهره شطح والحاد قَالَ وَبِالْجُمْلَةِ لم يكن الشَّيْخ من أولي الْعلم بل كَانَ من أولي الْحَال والكشف وَكَانَ عَارِيا عَن الْفَضِيلَة وَكَانَ شيخ الاسلام ابْن تَيْمِية يتَوَقَّف فِي أمره ثمَّ أطلق لِسَانه فِيهِ وَفِي غَيره من الْكِبَار والتثبت مِمَّا ينْقل عَن الرجل أولى
وَأما أَتْبَاعه فَقَالَ الذَّهَبِيّ هم شَرّ طوائف الْفُقَرَاء وَلَهُم أَعمال تدل على الاستهتار

اسم الکتاب : منادمة الأطلال ومسامرة الخيال المؤلف : ابن بدران    الجزء : 1  صفحة : 314
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست