responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سفر نامه المؤلف : ناصر خسرو    الجزء : 1  صفحة : 103
وعَلى الْجَانِب الشمالي لِلْمَسْجِدِ سوق يُسمى سوق الْقَنَادِيل لَا يعرف سوق مثله فِي أَي بلد وَفِيه كل مَا فِي الْعَالم من طرائف وَرَأَيْت هُنَاكَ الأدوات الَّتِي تصنع من الذبل كالأوعية والأمشاط ومقابض السكاكين وَغَيرهَا وَرَأَيْت كَذَلِك معلمين مهرَة ينحتون بلورا غَايَة فِي الْجمال وهم يحضرونه من الْمغرب وَقيل انه ظهر حَدِيثا عِنْد بَحر القلزم بلور ألطف وَأكْثر شفافية من بلور الْمغرب وَرَأَيْت أَنْيَاب الْفِيل أحضرت من زنجبار وَكَانَ وزن كثير مِنْهَا يزِيد على مِائَتي من كَمَا أحضر جلد الْبَقر من الْحَبَشَة يشبه جلد النمر ويعملون مِنْهُ النِّعَال وَقد جلبوا من الْحَبَشَة طائرا أليفا كَبِيرا بِهِ نقط بَيْضَاء وعَلى رَأسه تَاج مثل الطاووس
وتنتج مصر عسلا وسكرا كثيرا
وَفِي الْيَوْم الثَّالِث من شهر دي الْقَدِيم (ديسمبر يناير) من السّنة الفارسية سِتّ عشرَة وَأَرْبَعمِائَة رَأَيْت فِي يَوْم وَاحِد هَذِه الْفَوَاكِه والرياحين الْورْد الاحمر والنيلوفر والنرجس والترنج والنارنج والليمون والمركب والتفاح والياسمين وَالريحَان الملكي والسفرجل وَالرُّمَّان والكمثري والبطيخ والعطر والموز وَالزَّيْتُون والبليج (الإهليلج) وَالرّطب وَالْعِنَب وقصب السكر والباذنجان والقرع واللفت والكرنب والفول الْأَخْضَر وَالْخيَار والقثاء والبصل والثوم والجزر والبنجر
وكل من يفكر كَيفَ تَجْتَمِع هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي بَعْضهَا خريفي وَبَعضهَا ربيعي وَبَعضهَا صَيْفِي وَبَعضهَا شتوي لَا يصدق هَذَا وَلَكِن لَيْسَ لي قصد فِيمَا ذكرت وَلم أكتب الا مَا رَأَيْت وَأما مَا سمعته ثمَّ كتبته فَلَيْسَتْ عهدته على فولاية مصر عَظِيمَة الاتساع بهَا كل أَنْوَاع الجو من الْبَارِد والحار وتجلب كل الحاجيات لمدينة مصر من جَمِيع الْبِلَاد وَيُبَاع بَعْضهَا فِي الْأَسْوَاق
ويصنعون بِمصْر الفخار من كل نوع وَهُوَ لطيف وشفاف بِحَيْثُ إِذا وضعت يدك عَلَيْهِ من الْخَارِج ظَهرت من الدَّاخِل وتصنع مِنْهُ الكؤوس

اسم الکتاب : سفر نامه المؤلف : ناصر خسرو    الجزء : 1  صفحة : 103
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست