اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير الجزء : 1 صفحة : 48
بهم الجلاب حتى يجلس بعضهم على بعض وتعود بهم كأنهم أقفاص الدجاج المملوءة يحمل أهلها على ذلك الحرص والرغبة في الكراء حتى يستوفى صاحب الجلبة منهم ثمنها في طريق واحدة ولا يبالي بما يصنع البحر بها بعد ذلك ويقولون علينا بالألواح وعلى الحجاج بالأرواح هذا مثل متعارف بينهم. فأحق بلادالله بحسبة[1] يكون السيف درتها[2] هذه البلدة والأولى بمن يمكنه ذلك إلا يراها وان يكون طريقه على الشام إلى العراق ويصل مع أمير الحج البغدادي وإن لم يمكنه ذلك أولا فيمكنه آخرا عند انقضاض الحجاج يتوجه مع أمير الحاج المذكور إلى بغداد ومنها إلى عكة فإن شاء رحل منها إلى الإسكندرية وإن شاء إلى صقلية أو سواهما. ويمكن أن يجد مركبا من الروم يقلع إلى سبتة أو سواها من بلاد المسلمين. وإن طال طريقه بهذا التحليق[3] فيهون لما يلقى بعيذاب ونحوها. [1] الحسبة: الإشراف على الأسواق والآداب العامة، وكان يقوم بها المحتسب، وهو موظف له سلطة قضائية وتنفيذية. [2] الدرة: السوط، وكان المحتسب يحملها ليؤدب بها الناس. [3] التحليف: التطواف.
أهل عيذاب
وأهلها الساكنون بها من قبيل السودان الذين يعرفون بالبجاة ولهم سلطان من انفسهم يسكن معهم في الجبال المتصلة بها وربما وصل في بعض الأحيان واجتمع بالوالي الذي فيها من الغز إظهارا للطاعة. ومستنابه[4] مع الوالي في البلد والفوائد كلها له إلا البعض منها.
وهذه الفرقة من السودان المذكورين فرقة أضل من الأنعام سبيلا وأقل [4] مستنابه: مكان نيابته، أي محل إقامته.
اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير الجزء : 1 صفحة : 48