responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير    الجزء : 1  صفحة : 47
يسلم منهم يصل إلى عيذاب كأنه منشر من كفن شاهدنا منهم مدة مقامنا اقوأما قد وصلوا على هذه الصفة في مناظرهم المستحيلة[1] وهيئاتهم المتغيرة آية للمتوسمين.
وأكثر هلاك الحجاجب هذه المراسي ومنهم من تساعده الريح إلى أن يحط بمرسى عيذاب وهو الأقل.
والجلاب التي يصرفونها في هذا البحر الفرعوني ملفقة[2] الانشاء لا يستعمل فيها مسمار البتة إنما هي مخطية بأمراس من القنبار وهو قش رجوز النارجيل[3] يدرسونه[4] إلى أن يتخبط ويفتلون منه أمراسا يخيطون بها المراكب ويخللونها بدسر[5] من عيدان النخل فإذا فرغوا من إنشاء الجلبة على هذه الصفة سقوها بالسمن أو بدهن الخروع أو بدهن القرش وهو أحسنها وهذا القرش حوت عظيم في البحر يبتلع الغرقى فيه ومقصدهم في دهان الجلبة ليلين عودها ويرطب لكثرة الشعاب المعترضة في هذا البحر. ولذلك لا يصرفون فيه المركب المسماري.
وعود هذا الجلاب مجلوب من الهند واليمن وكذلك القنبار المذكور ومن أعجب أمر هذه الجلاب أن شرعها منسوجة من خوص شجر المقل[6]. فمجموعها متناسب في اختلال البنية ووهنها فسبحان مسخرها على تلك الحال والمسلم فيها لا إله سواه.
ولأهل عيذاب في الحجاج أحكام الطواغيت[7]. وذلك أنهم يشحنون

[1] المستحيلة: المتغيرة.
[2] الملفقة: التي ضمت قطعة منها إلى أخرى.
[3] النارجيل: جوز الهند.
[4] الدرس: الدوس.
[5] الدسر، الواحد دسار: شيء كالليف تشد به ألواح السفينة.
[6] المقل: شجر الدوم.
[7] الطواغيت، الواحد طاغوت: كل متعد، الشيطان.
اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير    الجزء : 1  صفحة : 47
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست