اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير الجزء : 1 صفحة : 39
أشنع ما شاهدناه
ومن اشنع ما شاهدناه من ذلك خروج شرذمة من مردة أعوان الزكاة في أيديهم المسال الطوال ذوات الأنصبة[1] فيصعدون إلى المراكب استكشافا لما فيها فلا يتركون عكما ولا غرارة[2] إلا ويتخللو نها بتلك المسال المعلونة مخافة أن يكون في تلك الغرارة أو العكم اللذين لا يحتويان سوى الزاد شيء غيب عليه من بضاعة أو مال وهذا اقبح ما يؤثر في الأحاديث الملعنة وقد نهى الله عن التجسس فكيف عن الكشف لما يرجى بستر الصون دونه من حال لا يريد صاحبها أن يطلع عليها اما استحقارا أو استنفاسا دون بخل بواجب يلزمه والله الأخذ على أيدي هؤلاء الظلمة بيد هذا السلطان العادل وتوفيقه أن شاء الله. [1] الأنصبة: الواحد نصاب: المقبض. [2] العكم: ما يجمع ويشد به من ثوب أو سواه. والغرارة: الجوالق.
شمل البلاد عدله وسار في الافاق ذكره ولا يسعى فيما يسيء الذكر بمن قد حسن الله ذكره ويقبح المقالة في جانب من أجمل الله المقالة عنه.
ما اجتزنا من المواضع
ومن المواضع التي اجتزنا عليها بعد اخيم المذكورة موضع يعرف بمنشاة السودان على الشط الغربي من النيل هي قرية معمورة ويقال إنها كانت في القدم مدينة كبيرة وقد قام إمام هذه القرية بينها وبين النيل ورصيف عال من الحجارة كأنه السور يضرب فيه النيل ولا يعلوه عند فيضه ومده
اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير الجزء : 1 صفحة : 39