اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير الجزء : 1 صفحة : 35
أشاعوا ذلك وأجروا ذكره على ألسنتهم فأخذ هم الله باجترائهم عليه وتعاطيهم ما يحول عناية القدر بينهم وبينه. ولم يكن بينهم وبين المدينة أكثر من مسيرة يوم فدفع الله عاديتهم بمراكب عمرت[1] من مصر والإسكندرية دخل فيها الحاجب المعروف بلؤلؤ مع أنجاد من المغاربة البحريين فلحقوا بالعدو وهو قد قارب النجاة بنفسه فأخذ وا عن آخرهم وكانت آية من آيات العنايات الجبارية وأدركوهم عن مدة طويلة كانت بينهم من الزمان نيف على شهر ونصف أو حوله وقتلوا واسروا وفرق من الاسارى على البلاد ليقتلوا بها ووجه منهم إلى مكة والمدينة وكفى الله بجميل صنعه الإسلام والمسلمين أمرا عظيما والحمد لله رب العالمين. [1] عمرت: جهزت.
رجع الذكر
رجع الذكر ومن المواضع التي اجتزنا عليها في الصعيد بعد جبل المقلة الذي ذكرنا إنه نصف الطريق من مصر إلى قوص حسبما تقدم ذكره موضع يعرف بمنلفوط بمقربة من الشط الغربي ميمنا للصاعد في النيل فيه الأسواق وسائر ما يحتاج إليه من المرافق في نهاية من الطيب ليس في الصعيد مثلها وقمحها يجلب إلى مصر لطيبه ورزانة حبته قد اشتهر عنهم بذلك فالتجار يصعدون في المراكب لاستجلابه.
ومنها مدينة اسيوط وهي من مدن الصعيد الشهيرة بينها وبين الشط الغربي من النيل مقدار ثلاثة أميال وهي جميلة المنظر حولها بساتين النخل وسورها سور عتيق.
ومنها موضع يعرف بأبي تيج وهو بلد فيه الأسواق وسائر مرافق المدن وهو في الشط الغربي من النيل.
ومنها مدينة اخيم وهي أيضا من مدن الصعيد الشهيرة المذكورة بشرقي
اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير الجزء : 1 صفحة : 35