responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير    الجزء : 1  صفحة : 306
لمعلمي القرآن وبالجملة فهم غرباء عن إخوانهم المسلمين تحت ذمة الكفار ولا أمن لهم في أموالهم ولا في حريمهم ولا أبنائهم تلاقاهم الله بصنع جميل بمنه.
ومن جملة شبه هذه المدينة بقربطة والشيء قد تشبه بالشيء من إحدى جهاته أن لها مدينة قديمة تعرف بالقصر القديم هي في وسط المدينة الحديثة وعلى هذا المثال موضوع قربطة حرسها الله وبهذا القصر القديم ديار كأنها القصور المشيدة لها مناظر في الجو مظلمة تحار الأبصار في حسنها.

كنيسة الأنطاكي1
ومن أعجب ما شاهدناه بها من أمور الكفران كنيسة تعرف بكنيسة الأنطاكي أبصرناها يوم الميلاد وهو يوم عيد لهم عظيم وقد احتلفوا لها رجالا ونساء فأبصرنا من بنيانها مرأى يعجز الوصف عنه ويقع القطع بأنه أعجب مصانع الدنيا المزخرفة جدرها الداخلة ذهب كلها وفيها من ألواح الرخام الملون ما لم ير مثله قد رصعت كلها بفصوص الذهب وكللت بأشجار الفصوص الخضر ونظم أعلاها بالشمسيات[2] المذهبات من الزجاج فتخطف الأبصار بساطع شعاعها وتحدث في النفوس فتنة نعوذ بالله منها، وأعملنا أن بانيها الذي تنسب إليه أنفق فيها قناطير من الذهب وكان وزيرا لجد هذا الملك المشرك ولهذه الكنيسة صومعة قد قامت على أعمدة سوار من الرخام ملونة وعلت قبة على أخرى سوار كلها فتعرف بصومعة

1 سميت كنيسة الأنطاكي باسم بانيها جرجس بن ميخائيل الأنطاكي، هاجر إلى المغرب. خدم أولا تميم بن المعز بن باديس ثم انتقل إلى خدمة روجار الثاني ملك صقلية. والكنيسة تسمى اليوم بكنيسة المرطورانا باسم أحد الأتقياء الذي أنشأ بجوارها ديرا للراهبات.
[2] الشمسيات أي أن نوافذها العليا كانت تمثل شموسا.
اسم الکتاب : رحلة ابن جبير - ط دار بيروت المؤلف : ابن جبير    الجزء : 1  صفحة : 306
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست