responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جغرافية المناخ والنبات المؤلف : يوسف عبد المجيد فايد    الجزء : 1  صفحة : 301
يتوغل خلال التربات الحجرية والحصباوية والرملية إلى آخر مدى يستطيع الوصول إليه، وبذلك يترك الطبقة السطحية من التربة جافة لتأثرها بالبخر، ولذلك تكون مثل هذه التربات المسامية جافة وجرداء من النبات رغم ما يسقط عليها من أمطار. وأما التربات المكونة من الطين والطفل فتكون ذراتها دقيقة، وبذلك لا تسمح للمياه بالتسرب سريعًا إلى باطن التربة أو التبخر إلى الهواء، ومثل هذه التربات يكون أكثر خصوبة من السابقة. ويمكن القول عمومًا أن الطين والطفل والتربات السوداء تقاوم تسرب المياه إلى الباطن أو إلى الهواء، وتوصف هذه التربات بأنها ثقيلة، وأحيانًا تكون باردة لا يتخللها إلا القليل من الهواء، ويجف سطحها في بعض الأحيان فتصبح متماسكة وتكون غطاء غير مسامي شديد الضرر بالحياة النباتية.
والتربة المكونة من الطين أو الطفل أكثر أنواع التربات ملاءمة للحياة النباتية. رغم أن قيمتها الفعلية تتوقف على حالة المناخ وبعض الظروف الأخرى. وأما التربات الأخف فإنها لا توفر للنباتات تربة متماسكة يثبت فيها جذوره، وبذلك لا تصلح للحياة النباتية الكثيفة مثل الغابات. وتناسب هذه التربات الخفيفة نمو الأعشاب والشجيرات وسائر النباتات ذات الجذور الضحلة.
وتكتسب التربات التي نمت فيها النباتات مدة من الزمن خصوبة جديدة من بقايا النباتات الميتة والمتحللة مثل الجذور والأوراق والأخشاب ومن بقايا الحيوانات كالحشرات والديدان وغيرها، فإن هذه البقايا النباتية والحيوانية المتحللة تتجمع في طبقات التربة العليا مكونة ما يسمى بالتربة الخضراوية، وإذا حدث هذا التركيب في بيئة يتوفر فيها الهواء والرطوبة والدفء فإن التربة تكون شديدة الغنى بالغذاء اللازم للنبات. وأما إذا لم يتوفر الهواء والماء والحرارة فإنه تتكون من ذلك تربة رديئة تضر بالحياة النباتية. ويزداد النوع الأخير من التربة سوءًا في بعض الأحيان فتتجمع البقايا المتعفنة في هيئة طبقة داكنة اللون أسفنجية التركيب حمضية التكوين، ولا يعيش في مثل هذه التربة إلا أنواع نباتية قليلة. وفي الجهات التي تنمو فيها الحشائش بكثرة تتشابك جذيراتها التي لا حصر لها. فتكون غطاء من التربة غير مسامي، فلا يسمح بتخلل الماء

اسم الکتاب : جغرافية المناخ والنبات المؤلف : يوسف عبد المجيد فايد    الجزء : 1  صفحة : 301
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست