اسم الکتاب : جغرافية المناخ والنبات المؤلف : يوسف عبد المجيد فايد الجزء : 1 صفحة : 300
والرياح القوية قد تمنع وجود النباتات الغزيرة النمو، الطويلة الجذوع، العريضة الأوراق، كما قد تحد من نمو الأشجار بصفة عامة، ويحدث حول القطبين وفوق الجبال، وحتى الأعشاب لا تستطيع النمو في الجهات ذات الرياح العنيفة كما هو الحال في جزر المحيط الهادي التي برغم توفر الماء والحرارة وكل الظروف الملائمة لوجود الغابات الكثيفة فإن حافات الجبال وقممها المعرضة للرياح العنيفة جرداء من الأشجار بل ومن الأعشاب الطويلة. وقد لوحظ أن الرياح هي التي تعين في معظم الأحوال حدود الأعشاب القطبية والألبية.
ويتخذ النبات عدة وسائل لمقاومة الجفاف الذي تسببه الرياح القوية منها قصر الجذوع وصغر الأوراق، كما تكون الأوراق سميكة قليلة المسام. وتتركز هذه المسام على الجانب السفلي للورقة متخذة شكل تعرجات وحزات، كما تكون الأعشاب والأشجار الصغيرة قزمية ومنحنية. وأما الفروع والبراعم فإن معظمها يموت ويكون ما تبقى منها قصيرًا ومتجمعًا إلى بعض حتى ينجو من أثر الرياح العنيفة.
والزوابع العنيفة قد تقتلع غابة بأكملها، كما أن الرياح البحرية المحملة بالأملاح تمنع نمو الأشجار بقرب الساحل؛ لأن الأملاح الزائدة عن الحاجة تقتل معظم النباتات، على أنه لا ينبغي أن تنسينا كل هذه العيوب فضل الرياح على النبات، إذ إن معظم الجهات المطيرة مدينة بأمطارها للرياح التي تجلب إليها الرطوبة من أماكن بعيدة، ومن أحسن الأمثلة على ذلك الرياح الموسمية والرياح الغربية.
أثر التربة في النبات:
يحصل النبات على معظم حاجته من الماء وعلى غذائه المعدني من التربة، وبهذا كانت كمية الماء في التربة من أهم الأشياء في حياة النبات، فإذا زادت هذه الكمية أو قلت عن حاجته الفعلية تعرضت حياته للخطر وتتوقف كمية الماء في التربة على حجم الذرات أو الجزئيات الصغيرة التي تتكون منها هذه التربة، فالماء ينزلق سريعًا من فوق التربة الصخرية أو يتسرب خلال شقوقها، كما أن الماء
اسم الکتاب : جغرافية المناخ والنبات المؤلف : يوسف عبد المجيد فايد الجزء : 1 صفحة : 300