responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي    الجزء : 1  صفحة : 189
وليلة القدر من جملة الليال:
لا غرو إن فاق الأنام بفضله ... ومن الحجارة أثمد في الأعين
فالمطري «1» وإن أطنب وأطال وأسهب لم يبلغ عشر عشر العشر من ذاك، فالعجز عن إدراك الإدراك إدراك.
من كان فوق محل الشمس موضعه ... فليس يرفعه شيء ولا يضع
سيدي جاءت إليّ الخريدة، واليتيمة الفريدة، التي لم ينسج ناسج على منوالها ولم تستطع البلغاء أن تأتي بمثلها، جلّت عن أن تجارى، وكبرت عن أن تمارى، بعبارات هي السحر الحلال، حرية بأن تضرب لها نواقيس الأمثال، جمعت فتناثرت فرائده، وحوت نغما يود العقيان أن تحلى به قلائده، فكيف بالمعارضة ومبانيها، وأني بالمقابلة ومعانيها سدت ثغور المجاز، فاستوت سفينة (100 ب) هذا الغبي الباقل «2» في اليم، ورأى أن التسليم لسحبان البلاغة أسلم، وترك المعارضة أجدى وأحرى بعد أن كان يقدم رجلا ويؤخر أخرى، لما أن العاقل يستر بالسكون جهله، حين لم يكن للفضل محله وأهله، لكن الذي جرأه على ما هناك، وسلكه مضايق هاتيك المسالك، علمه بأن مولاه يغضي عن ترهاته، ويبدل بسيئاته حسنات، فاختار التعجيز والتشطير ليكون دخيلا في نظم الشيخ الكبير، مستجيرا به من وصمة الإنكار، مستغيثا به من صولة الأخطار، فرد مدح الأصل والفرع إلى أستاذ النثر والنظام، لأن مدح أمثالي بما هو فوق ما فيه حرام، فالمؤمل أن تبردوا لوعته، وتؤمنوا روعته، فالمنسوب- كما قيل- محسوب، والمستجير يجب عنه دفع الخطوب، فقال:
بدور أسفرت تلك القوافي ... بأفق النظم أم زهر قوافي
أم البرق اللموع له وميض ... بليل الوصل أم خلّ موافي
أهاتيك الفواصل وصل حب ... تمادى بالقطيعة والتجافي

اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي    الجزء : 1  صفحة : 189
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست