responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي    الجزء : 1  صفحة : 177
أخلق بمن يظلم أن يظلما ... وبالذي يرحم أن يرحما
من لم يكن يرحم بالقلب من ... في الأرض لم يرحمه من في السما
وأرسلت من حلب، يوم الثاني والعشرين من جمادى الآخرة، إلى الرها كتابا لسيدي العالم الفاضل حسن أفندي الرهاوي (90 أ) المنصوري المعروف بحليم زاده، وصورته:
إن أمثل ما نسجته اليراعة، من حبر البراعة، وأفضل ما نظمته من درر البلاغة في سلك خير صناعة، تسليمات لاحت بروق الوداد من آفاق مبانيها، وبزغت شموس الاتحاد من أفلاك معانيها، سمت على النيرين قدرا، ونمت على السماكين، فخرا على العالم الذي كشف الغموض عن وجوه المشكلات، ورفع حجاب الخفاء عن محيّا المعضلات ولا بدع إذ هو المتفرد في دهره، والمتوحّد بين أبناء عصره، ولا غرو! فإن ليلة القدر من جملة الليال، وإن المسلك بعض دم الغزال. سيدنا الذي أخذ من كلّ فنّ أوفر نصيب، وجاز من كل علم على المعلى والرقيب، باهت به على جميع الأقطار الترها، ولولاه لما اتّبع علم بها وزها، سيدنا الأمثل النبيل، الحري بأن أنشد فيه:
علامة الأزمان والدهور ... فهّامة الأديان والعصور
فهو الذي يسمو إلى أوج العلى ... بفضله المنشور والمشهور
مولاي ذو الفضل الذي لا يرتقي ... شمس المعالي حسن المنصوري
(90 ب) لا زالت ألوية إفاداته منشورة على كواهل الطالبين، ولا برحت أظلة تحقيقاته وريفة، محيطة بالمستفيدين، آمين. أما بعد فيا أيها الحبر البحر الكامل، والجهبذ النحرير الفاضل، أن تموّج عباب خاطر كم الزاخر، بالسؤال عن أحوال هذا الداعي في الباطن والظاهر، فهو قد أناخ ركابه في أفنية حلب الشهباء، لا زالت محط رحال المحققين الفضلاء، عمرها الله بالمسرات، وغمرها بالنعم والمبرات، واجتمع هذا الفقير بفضلاء يشار إليهم بالبنان، ولم يدان فضلهم أحد من هذا الزمان، فجرت بيننا بعض المذاكرات، ودارت علينا كؤوس المحاورات، وأخذنا بأطراف الفنون، وهصرنا عذبات البحث والحديث شجون،

اسم الکتاب : النفحة المسكية فى الرحلة المكية المؤلف : السُّوَيْدي    الجزء : 1  صفحة : 177
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست