اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 447
مجوسيّا- أنّه تنصّر فرأى فساد ما هو عليه، فأخذ فيما غمّه من ذلك مع بعض مرازبته فقال له: أيّها الملك، إنّ أصحاب الكتب ثلاث طوائف، فارسل إليهم واستخبر أمرهم واتبع صاحب الحقّ منهم. فأرسل إلى النصارى في أسقف، وكان عنده رجل من اليهود ذو جدال فناظره، فقال له: ما تقول في موسى بن عمران والتوراة «1» المنزّلة عليه؟ قال له: موسى نبيّ والتوراة «2» حقّ. فقال اليهودي للملك: أيّها الملك، قد أقرّ بحقيقة ما أنا عليه، فسله عمّا يعتقد. فسأله الملك فقال له: أقول إنّ المسيح عيسى بن مريم هو الكلمة، وإنّه المبيّن عن الله عزّ وجلّ بالسرائر. فقال اليهودي لملك الخزر: إنّه يدّعي دعوى لا أعلمها وهو مقرّ (بما عندي) «3» ، فلم يكن للأسقف كبير حجّة. وأرسل إلى المسلمين فأرسلوا «4» إليه رجلا عالما عاقلا عارفا بالجدل، فدسّ اليهودي عليه «5» من سمّه في طريقه فمات، فاستمال اليهودي الملك إلى «6» ملّته فتهوّد.
753 ولا يكون مقامهم في المدن إلّا في الشتاء، وفي سائر العام يكونون في المزارع والبساتين، ولهم فواكه ونعم كثيرة.
وللخزر جمال فائق وحسن ظاهر، والّذي يقع من رقيق الخزر هم أهل الأوثان الّذين يستجيزون بيع أولادهم واسترقاق بعضهم بعضا. وليس لملكهم من طاعتهم إلّا الدعوة، ومدار أمرهم على إيران شاه وهو الّذي يقود جيوشهم، ويملك طاعتهم، وإذا خرجوا في وجهه خرجوا بأسلحة كاملة ودروع حصينة وجواشن محكمة وأعلام رفيعة، ولا يخرج أحد من أهل عسكرهم إلّا ومعه عدّة أوتاد طول كلّ وتد ذراعان، فإذا نزلوا غرز كلّ واحد منهم بحياله تلك الأوتاد وشدّوا إليها الأترسة فيصير حول العسكر في ساعة واحدة جدار من التراس. والغالب على قوتهم الأرزّ والسمك، ولباسهم القواطن
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 447