اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 426
718 قال عمرو بن بحر: قال أبو الحسن وأبو عبيدة: بصّرت البصرة سنة أربع عشرة، وكذلك قال غيره، وكوّفت الكوفة سنة سبع عشرة.
والطّسوج ترجمته الأقاليم، والأستاق ترجمته الأحواز، والسّواد الاثنتا عشرة كورة.
719 قالوا: وارتحل سعد من المدائن بالناس حتّى عسكر بالكوفة في المحرّم سنة سبع عشرة، وكان بين وقعة المدائن ونزول الكوفة سنة وشهران. وقيل إنّ عمر كتب إلى سعد: نبّئني ما الذي غيّر ألوان العرب ولحومهم «1» . فكتب إليه: إنّ العرب غيّر ألوانها وخومة «2» المدائن ودجلة. فكتب إليه أنّ العرب لا يوافقها إلّا ما يوافق إبلها من البلاد، فابعث سلمان وحذيفة- وكانا رائدي الجيش- فليرتادا منزلا برّيا بحريّا ليس بيني وبينكم فيه بحر ولا جسر. فبعث سعد حذيفة وسلمان حتّى أتيا الأنبار، فسار سلمان في غربيّ الفرات لا يرضى شيئا حتّى أتى الكوفة، وسار حذيفة في شرقيّه حتّى أتى الكوفة. فأتيا عليها وفيها ديارات ثلاثة: دير حرقة ودير أمّ عمرو ودير سلسلة وقصاص خلال «3» ذلك. فأعجبتهما البقعة «4» فنزلا وصلّيا وقال كلّ واحد منهما: اللهمّ ربّ السماوات وما أظلّت وربّ الأرضين وما أقلّت وربّ الرياح وما أذرّت وربّ النجوم وما هوّت والبحار وما جرّت، بارك لنا في هذه الكوفة واجعلها منزل ثبات. ثمّ رجعا إلى سعد رضه بالخبر.
واستقرّ أيضا بأهل البصرة منزلهم اليوم بعد ثلاث ترحيلات في المحرّم سنة سبع عشرة.
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 426