اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 371
عذبة الماء، ينبطون الماء على القامة والقامتين، والحنّاء والقطن على شطوط أنهارها بمنزلة السّوسن، وهي كثيرة النخل والفواكه، ولهم ثمر يسمّى المانجي إذا نبذ وشرب اصفرّت الثياب من عرقه، وبساتينهم على نحو ميل منها لا يأتونها إلّا غدوا ورواحا لإفراط حرّ الرمضى، وإنّ حوافر الدوابّ تسقط فيها إذا احتدمت. وهي مخصوصة بعظم الطحال، ولذلك قال بعض الشعراء [طويل] :
ومن يسكن البحرين يعظم طحاله ... ويغبط بما في بطنه وهو جائع
ولها سبع مدن وعلى ساحلها منها: القطيف والزرادة «1» والعقيد وأوال، وهي جزيرة بينها وبين الساحل مجرى يوم، وهي كثيرة النخل والموز والجوز «2» والأترج والزرع «3» والأشجار والأنهار. وممّا يلي أوال جبل في البحر أسود يسمّى الحازم يقيم به الغوّاصون الأشهر.
629 وأوال جزيرة طويلة مسيرة ستّة عشر يوما، وكانت هذه الجزيرة حبسا لكسرى «4» ، وأكثر أهلها من أهل اليمامة، (وإليها نجا من أفلت من أهل هجر عند محنتهم مع القرمطي لعنه الله، وإليها فرّ منه) «5» أهل اليمامة والبحرين. وبينها وبين الهجر اثنا عشر فرسخا في البرّ وعشر فراسخ في البحر.
ولها «6» متباعدة عن الساحل إلى ناحية اليمامة دبلة والأحساء وحوارين بينها وبين الساحل مسيرة يوم وأكثر.
وبلاد البحرين منها «7» الكثبان، جارية الرمال حتّى يسكرونه بسعف النخل، وربّما غلب عليهم في منازلهم، فإذا أعياهم حملوا النقوض وتحوّلوا.
وفي البحر جزائر على مسيرة يوم ويومين وثلاثة فيها آثار وخرائب، وبها جزيرة
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 371