اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 354
وقيل أبو زمعة جدّ أميّة [بسيط] :
ليطلب الوتر أمثال ابن ذي يزن ... يلجّ «1» في البحر أحوالا وأحوالا «2»
أرسلت أسدا على سود الكلاب فقد ... أمسى شريدهم في الأرض فلّالا
فاشرب هنيئا عليك التّاج مرتفعا ... في رأس غمدان دارا منك «3» محلالا
597 قال أبو الفرج: وإنّما قال أبو الصلت «اشرب هنيئا» لأنّه كان الى ألّا يشرب خمرا ولا يمسّ امرأة ولا طيبا حتّى يدرك ثأره من الحبشة. فجعلت له حلّتان واستعان فاتّزر بواحدة وارتدى بالأخرى وتطيّب وجلس على رأس غمدان يشرب وبرّت قسمته. وخرج بعد ذلك يتصيّد (فلقيته وقتلته) «4» الحبشة.
ولمعدي كرب مع عبد المطّلب كلام كثير في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - حين بشّر «5» به معدي كرب وخبّره عمّا يكون من أمره.
598 فكان ملك معدي كرب إلى أن قتلته الحبشة أربع سنين، وهو آخر من ملك اليمن من قحطان، فعدد ملوكهم [سبعة وثلاثون] «6» ملكا ومدّة ملكهم [ثلاثة آلاف سنة ومائة وتسعون] «7» سنة، وقيل أقلّ من ذلك. فلمّا قتل معدي كرب بعث أنو شروان وهرز في أربعة آلاف فارس لإصلاح أمر اليمن وأن لا يبقى بها أحد من بقايا الحبشة، فلم يترك بها أحدا من السّودان. وبقي وهرز بصنعاء إلى أن هلك.
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 354