اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 209
حتّى يصير في غربيّه لأنّهم إذا قطعوه موسّطه يبقون في ظلمات «1» لا تنفرج إلّا «2» أقلّ من ستّ ساعات في كلّ يوم.
301 وأمّا بحر الشّام، وهو البحر الرّومي، فإنّه لا تجري فيه جارية ولا يستطاع ركوبه منذ تسير الشمس في أوّل العقرب الى أن تصل إلى الحوت وذلك أربعة أشهر، لأنّ الشمس تتباعد وتحدث فيه الرياح العواصف والأهوية المهلكة وبخاصّة الناحية الشمالية منه. ذكر علّة المدّ والجزر
302 فأمّا علّة المدّ والجزر فمختلف فيها، فقد قيل: علّة ذلك القمر على ما بيّن أبو معشر. وقال قوم: هي الأبخرة التي تتولّد في باطن الأرض، فإنّها إذا كثفت «3» دفعت حينئذ ماء هذا البحر فلا يزال على ذلك حتّى تنقص موادّها فيتراجع الماء حينئذ إلى قعور البحار فكان الجزر، فهذا يدلّ عليه كونه في كلّ أوان وفي غيبة القمر وطلوعه. وقال آخرون إنّ هيجان البحر كهيجان بعض الطبائع بالإنسان ثمّ تسكن. وقال آخرون إنّ الهواء المطلّ على البحر يستحيل دائما «4» ، فإذا استحال عظم ماء البحر، ثمّ يعاقب ذلك استحالة ماء البحر فيتنفّس ويعود البحر إلى ما كان عليه، وإنّ الماء «5» يستحيل هواء والهواء يستحيل «6» ماء. وقال الشرعيّون: كلّ حال لا يعلم له في الطبيعة مجرى فهو فعل إلاهيّ لا يدخله قياس ولا يدرك بحسّ.
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 209