اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 210
303 قال س: وقد زعم قوم من نواتية البحر الفارسي أنّ المدّ والجزر لا يكون فيه إلّا مرّتين في العام، فإذا كان الصيف كان الماء في مشارق البحر بالصين وما والاه وفي الشّتاء بالضدّ.
قال س: رأيت بمدينة كنباية «1» من أرض الهند، وهي مملكة البلّهرى، وكانت على خليج من البحر أعرض «2» من النيل، فيجزر الماء في هذا الخليج حتّى يبدو الرّمل وقعر الخليج ويبقى فيه اليسير من الماء. فرأيت الكلب على هذا الرّمل الذي نضب ماؤه وصار كالصحراء، وقد أقبل المدّ وأحسّ به الكلب فأقبل يشتدّ ليفوت الماء، فلحق الماء بشدّة دفعت الكلب فغرّقته.
وأمّا علّة ما لا يظهر فيه مدّ ولا جزر من البحار فهي التي تبعد عن مدار القمر ومسافته بعدا كبيرا، وقيل إنّها التي يكون الغالب على أرضها التخلخل فينفذ الماء منها إلى غيرها من البحار وتنفس الرّياح الكائنة في أرضها. وسنورد من أخبار هذه البحار مع ذكر اسمها وممالكها ما فيه شفاء إن شاء الله عزّ وجلّ، والله أعلم.
ذكر البحر المحيط وعجائبه وجمل من عجائب سائر البحار المتقدّم ذكرها سواء ما ذكرناه من ذلك مستخرجا من كتاب عجائب البلدان
304 زعموا أنّ في البحر الأخضر عرش إبليس تشبّه بالباري سبحانه وتقدّست قدرته، حوله نفر من الأبالسة والعفاريت العظام وسائر أصناف الجنّ.
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 210