اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 201
البحر متلاطم تجزع منه النفوس ولا بدّ للمراكب من الدخول في وسطها والاجتياز عليها فتخطىء وتصيب. وهي في طريق من قطع من عمان إلى سيراف، وبين هذا الخليج وخليج القلزم المذكور من المسافة في البرّ ألف وخمسمائة ميل، وهذه المسافة داخلة [من البرّ] «1» في البحر، (والبحر محيط بها) «2» من أكثر جهاتها.
283 وهذه البحار كلّها واحد: بحر الصّين والهند وفارس واليمن، وتختلف في ارتجاجها وتتضادّ، فأوّل ما تبتدئ صعوبة بحر فارس عند دخول الشمس السّنبلة إلى أن تصير إلى برج الحوت، وبحر الهند بالضدّ، فهما شبيهان بطبيعة المدّتين اللّتين يهيجان في وقتهما، فأمّا بحر فارس فإنّه يركب سائر السّنة.
284 وليس فيما ذكرنا من خلجان هذا البحر أنتن ريحا ولا أقلّ خيرا في بطنه وظهره من بحر القلزم، وهو على يمين بحر الهند، ولا أوحش منه ولا أكبر جبالا، والمراكب لا تسير فيه إلّا نهارا، فإذا جنّ اللّيل أرست في مواضع معروفة كالمراحل. وهو حدّ بحر الهند والسّند الذي في قعره اللؤلؤ والعنبر، وفي جباله الجوهر ومعادن الذهب والفضّة، ومن معادنه الأبنوس والخيزران والعود وأشجار الكافور والقرنفل والصّندل وأنواع الطّيب.
285 ومغاص اللؤلؤ في بلاد خارك وقطر وعمان وسرنديب وغيرها من هذه البحار خاصّة، وغيره من البحار لا لؤلؤ فيه. والغاصّة لا يتناولون شيئا من اللّحمان
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 201