اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 200
مهران وهو نهر السّند، ثمّ يتّصل إلى أرض الصّين ساحل واحد عامر.
ويقابل ما ذكرنا ممّا يلي الغرب (جزائر قطر) «1» وشطّ بني جذيمة وبلاد عمان، وهي تقابل بلاد كرمان، ثمّ أرض الشّحر والأحقاف وحضر موت.
281 وأهل الشحر ناس من قضاعة ويدعى من سكن هذه البلاد من العرب المهرة، وهم يجعلون الشّين بدلا من الكاف، وعندهم أجود العنبر [وهو] المدوّر الأزرق النّادر، ولهم نجب يركبونها على السّاحل، فإذا أحسّت بالعنبر بركت عليه، قد ريّضت لذلك واعتادته، وبهذا السّاحل يكون الكندر ومنه يحمل. وأجود العنبر أيضا بجزائر الزّنج، وهو شيء يتكوّن في قعور البحار فيكون كأنواع الفطر والكمأة، وربّما بلغ منها شيئا الحوت المعروف بالأوال فيقتله فيطفو، وله ناس يرصدونه من الزّنج فيطرحون فيه الكلاليب والحبال ويشقّون عن بطنه فيخرجون العنبر منها، ويعرف «2» ذلك العنبر العطّارون بالعراق وبالهند. وبساحل بحر الأندلس عنبر جيّد بموضع يقال له (شنترين وشذونة) «3» .
282 وفي هذا الخليج جزائر كثيرة مثل جزيرة خارك، وفيها مغاص اللؤلؤ وهو المعروف بالخاركي، وجزيرة أوال فيها بنو معن وخلائق كثيرة من العرب، وفي هذا البحر الجبال المعروفة بكسير وعوير وثالث ليس فيه خيبر، وهي جبال سود ذاهبة في الهواء «4» لا نبات لها ولا حيوان فيها، يحيط بها موج من
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 200