اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 197
276 وبجزيرة سرنديب هيكل عظيم من ذهب يفرطون في مبلغ «1» زينته وقيمة الجوهر الذي عليه، وإليه تجتمع أهلها فيتدارسون سير آبائهم وقصص ملوكهم، ويقال إنّ جزيرة سرنديب ثمانون فرسخا في مثلها. ح. وبسرنديب جبل منيف ذاهب في السّماء يراه من في البحر على مسيرة الأيّام وهو الذي ذكر أنّه أهبط عليه آدم عليه السّلام، وقد ذكرت البراهمة أنّ عليه قدم آدم مغموسة في الجبل نحو خمسين ذراعا. وعلى هذا الجبل تلألأ نور يشبه البرق أبدا. وعلى هذا الجبل وحوله أنواع الياقوت الأحمر والأصفر والأكحل، والأحمر أشرفها وأنفسها، وذلك أنّه إذا بقي عليه النار ازداد حمرة وحسنا، وإن كانت عليه نكتة شديدة الحمرة ونفخت عليه النار انبسطت في الحجر تلك الحمرة فحسّنته ولوّنته، (قالوا إنّ مبارد) «2» الحديد لا تؤثر في ألوان الياقوت، وقد زعم أرسطاطاليس أنّ من تقلّد حجرا أو تختّم به من هذه الأصناف الثلاثة التي ذكرناها «3» من الياقوت وكان في بلد قد وقع فيه الطاعون منع منه أن يصيبه ما أصاب أهل ذلك البلد. وقال ح. إنّ سرنديب ليس في مملكة هذه المرأة كما قال س، وإنّما هي لملك البهل «4» ، وهو يشرب الخمر تحمل إليه من بلاد العرب فيشربها، وليس في ملوك الهند من يشربها غيره، وأنّه يشربها ويحلّلها لأهل مملكته.
... ومماليك هذه الملكة تسمّى برّان وهي تدعى البرانية وهي شديدة المملكة، وإنّ ملك البهل في جيشه وعظيم مملكته يعجز عنها، وبلادها وبيّة من سكنها من غير أهلها فكان آجالهم تتفق فيها. ولفيلتهم من العظم ما ليس في سائر الممالك.
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 197