اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 193
وانتظام مساكنها لا مفازة فيها ولا خراب، وأنّ المسافر يسافر في أقطار تلك الجزيرة بلا زاد ويحلّ على الطعام وخصب العيش حيث أراد. وتتّصل جزائره بجبال شوامخ في أعنان السّماء تظهر منها بالليل نار حمراء تقذف بأشدّ ما يكون من صوت الرعد والصّواعق، وربّما سمع منها صوت مهول مفظع خارق للعادة ينذر بموت ملكهم. وتليها الجزيرة التي يسمع منها على دوام الأيّام أصوات الطّبول والسّرنايات «1» والعيدان وسائر أنواع الملاهي وأنواع الرقص والتصفيق يفهم ويميّز بعض ذلك من بعض، ويزعمون أنّ الدجّال بتلك الجزيرة. وفي جزائر المهراج هذه جزيرة من أربعمائة فرسخ، والله أعلم.
269 فأمّا بحر الصّين فإنّ من عجائبه أنّ فيه نوعا من السّراطين يخرج منها كالذراع والشّبر، فإذا بان عن الماء وصار إلى البرّ عاد حجرا وانقلب عن الحيوانية، وهو يدخل في أكحال العين.
270 وليس في ممالك «2» السّند والهند من بعد المسلمين مملكة مثل البلّهرى وهم تطول أعمارهم بخلاف المعلوم من غيرهم ويقولون بسنّة العدل. وتليه مملكة الطّاقى «3» ولهم جمال والتجّار يتنافسون في شراء نسائهم. (ثمّ يلي هذا الملك مملكة دهرم، وهذه سمة لملكهم) «4» وهو ذو مملكة عظيمة وهو يحارب البلّهري، ويقال إنّ عدد الغسّالين «5» والصّنّاع بعسكره خمسة عشر ألفا وماله الودع. وفي بلادهم من الذهب والفضّة ومعادنها ما لا يحصى كثرة، وفي بلده الحيوان المعروف بالبشان «6» وهو الكركدّن «7» ، وقد يكون بالهند
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 193