اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 181
بعض، فيكون ذلك تسعة آلاف فرسخ، وهذا غير ما تقدّم في كثرة العدد وكبر الذراع. ثمّ قال: وإنّما ننقل في كلّ موضع من هذا الكتاب ما يسنح «1» لنا وعندنا كتب الناس، فننقل ذلك عنهم على حسب ما نجده لأنّا نقطع «2» على صحّته.
248 وقد مسح جماعة ممّن أتى بعد بطليموس مقدار الدرجة من درج الفلك فيما بين مدينة الرّقة وتدمر على ما ذكرناه، ووجد حساب الدرجة الواحدة خمسة وعشرين فرسخا، فوجب على هذا أن تكون مساحة أعظم دائرة تقع على كرة الأرض تسعة آلاف فرسخ إلّا أنّ بطليموس وتيتوس «3» صاحب تركيب كتاب الأفلاك أنكر أن تكون مساحة الدرجة الواحدة تنتهي [إلى] أكثر من ستّة وستّين ميلا وثلثي ميل.
وذكروا أنّ المعمور من الأرض أقلّ من الثلث وأكثر من الربع. وطول الجزء المعمور من الأرض مبدؤه من الجزائر الخالدات التي هي أقصى بلاد المغرب إلى مدينة شيراز إلى أقصى بلاد الصّين، وذلك على الخطّ الموازي لدائرة معدل «4» النهار، فرأس هذا الخطّ الذي مبدؤه الجزائر الخالدات هو نظير درجة الشّمس بالسّواء، إذا كانت الشمس برأس الحمل. وطول هذا الخطّ مائة وثمانون جزءا من أجزاء الفلك. فأمّا بدء عرض البلاد فإنّه من ناحية مجرى سهيل من أرض الحبشة عن مسافة عشرين ليلة في سمت مهبّ الجنوب من عدن إلى ثولي «5» الجزيرة الواقعة تحت الخطّ الذي يجري لمنتهى الشّمال «6» وهي بعد بلاد الصّقالبة والخزر، وثولي «7» هذه الجزيرة هي الواقعة تحت منتهى الخطّ الشمالي.
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 181