اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 177
أعلاه صور من الصخر محكمة عظيمة المقدار من الخيل وسائر الحيوان يحيط بذلك كلّه سور عظيم ممتنع من الحجر فيه صور الأشخاص قد شكلت وأثبتت وأتقنت، يزعم من جاور هذا الموضع أنّها صور الأنبياء عليهم السّلام. وفي جوف هذا الهيكل الريح غير خارجة منه في ليل ولا نهار لها هبوب وخفوق، يذكر من هناك من المسلمين أنّ سليمان حبس «1» الرّيح فيه وأنّه كان يتغذّى ببعلبكّ من أرض الشّام ويقيّل بمدينة تدمر في الملعب المتّخذ فيها، وهي في البرّية بين العراق ودمشق وبينها «2» وبين أرض الشّام ستّة أيّام، ثم يتعشّى بهذا المسجد. وبتدمر خلق من العرب من قحطان وبمدينة جور التي «3» يضاف إليها الماء ورد «4» بيت للنّار بناه أردشير له يوم عيد، وهو على عين هناك عجيبة وإليه متنزّهاتهم. وفي وسط جور بنيان كانت تعظّمه الفرس يعرف بالطربال «5» خربه المسلمون. وإنّما فضل ماء وردهم لصحّة التربة وصفاء الهواء. قالوا إنّ سكّانها في غاية الحسن من اعتدال «6» الحمرة والبياض. وبين جور وشيراز «7» - وهي قصبة فارس- عشرون فرسخا.
اسم الکتاب : المسالك والممالك المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 177