اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 579
ابن مضاء اللخمي تبع الخليفة المنصور يعقوب في حركته إلى إفريقية، فلما انتهى إلى القيروان اعتل ابن مضاء واشتاق إلى وطنه قرطبة، وكان من كبار نبهائها، فمما قاله ببلاد العدوة وقد اشتاق إلى وطنه:
يا ليت شعري وليت غير نافعة ... من الصبابة هل في العمر تنفيس
حتى أرى ناظراً في جفن قرطبة ... وقد تغيب عن عيني تنيس
نقيع [1] :
بالقاف المنقوطة من فوق، موضع تلقاء المدينة النبوية شرفها الله تعالى، وبينه وبين مكة ثلاث مراحل، وكان عمر رضي الله عنه حماه.
نقاوس [2] :
من بلاد الزاب، وهي مدينة صغيرة كثيرة الأنهار والثمار والمزارع كثيرة شجر الجوز، منها يحمل إلى قلعة حماد وبجاية وإلى أكثر تلك البلاد، ويتجهز بفواكهها إلى ما جاورها من الأقطار، ولها سوق ومعايش كثيرة، ومنها إلى المسيلة أربع مراحل، وقيل ثلاث، ومنها إلى بسكرة مرحلتان.
نقمودية [3] :
مدينة في البحر الرومي، وهي القسطنطينية الأولى، بإزائها مدينة في جوف البحر يحسر البحر عنها يوماً في السنة، فيحجون إليها ويقيمون عليها ويتقربون ويهدون إليها، فإذا كان العصر أخذ الماء في الزيادة، وتبادروا بالانصراف، فلا تزال كذلك حتى يغمرها الماء فلا يظهر منها شيء، وبقيت كذلك إلى رأس السنة.
نسا:
بفتح أوله، هي كورة من كور نيسابور، وقال المسعودي: هي من أرض فارس، وقيل هو موضع بخراسان، وينسب إلها نسائي ونسوي وهو القياس.
وهي مدينة [4] حصينة كثيرة المياه والبساتين، وهي في المساحة مثل سرخس، ومياههم مطردة في دورهم وسككهم، ولها رساتيق واسعة ونواح خصيبة.
ومنها زهير بن حرب [5] أحد شيوخ مسلم بن الحجاج، وأبو عبد الرحمن النسائي صاحب التصنيف في الحديث المشهور، له قصة عجيبة في ابتداء أمره، ذكرها ابن عساكر تقتضي الرغبة في العلم والحض على طلبه [6] . نسف[7] :
من سمرقند إلى كش يومان، ومن كش إلى نسف ثلاث مراحل، ونسف مدينة على مدرج طريق بخارى وبلخ، وهي في مستو من الأرض والجبل منها على نحو مرحلتين مما يلي كش، وبينها وبين جيحون مفازة لا جبل فيها، فينصب منها هذا النهر ويشرع إلى القرى، ودار الإمارة على شط هذا النهر بمكان يعرف برأس القنطرة، ولها ربض واسع وقهندز خراب، والمسجد الجامع فيه، والأسواق مجتمعة ما بين دار الإمارة والجامع، ولها منبران سوى منبرها، وليس لنسف ورساتيقها ماء يسيح إلا هذا النهر، وربما انقطع في بعض السنة. ولنسف[8] سور وربض عامر كبير يحيط به السور، ولها أربعة أبواب، وفي المدينة قهندز ليس بالحصين، وفي ربضها مسجد جامع، وأسواقها في الربض مجتمعة بين دار الإمارة والمسجد الجامع ويتصل نهرها بها من كش، فإذا خرج عن المدينة سقى المزارع وقد ينقطع جريه في بعض السنين الممحلة، ولهم مياه نابعة تسقي الكثير من مزارعهم، والغالب عليها الخصب والسعة والدعة، وبها تجتمع طريق سمرقند.
نهاوند:
بفتح أوله، من كور الجبل، وهي آخر كور الجبل، من همذان إلى نهاوند مرحلتان، ومنها إلى الكرج مرحلتان. قالوا: ونهاوند ماه البصرة، ومعنى نهاوند صاحب الأساس، وقيل [1] معجم ما استعجم 4: 1323، وانظر ياقوت (النقيع) . [2] أوله عن الاستبصار: 172، والبكري: 50 (وفيه نقص يخل بالسياق) ، ثم عن الإدريسي (د) : 94. [3] ص ع: نعمولية، ولعلها قمودية في النزهة: 257. [4] نزهة المشتاق: 209، وقارن بالمقديسي: 320، وياقوت (نسا) ، وآثار البلاد: 465. [5] زهير بن حرب أبو خيثمة محدث بغداد توفي سنة 234 (تذكرة الحفاظ: 443) . [6] أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي صاحب السنن، توفي سنة 303 (انظر ترجمته في ابن خلكان 1: 77، وطبقات الببكي 2: 83، وتذكرة الحفاظ: 698، وتهذيب التهذيب 1: 36، وطبقات الاسنوي 2: 480) . [7] انظر ابن حوقل: 314، والمقدسي: 282، وياقوت (نسف) . [8] نزهة المشتاق: 148 وفيه تكرار لما تقدم.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 579