اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 480
القرية فيقال: قسطلة درّاج، وكان أبو عمر هذا كاتباً من كتاب الإنشاء في أيام المنصور بن أبي عامر، وهو معدود في جملة العلماء والمقدمين من الشعراء، واختبر واقترح عليه فبرز وسبق، فمن قوله يصف السوسن ويمدح الحاجب المظفر سيف الدولة عبد الملك بن المنصور بن أبي عامر [1] :
إن كان وجه الربيع مبتسماً ... فالسوسن المجتلى ثناياه
يا حسنه بين ضاحك عبق ... بطيب ريح الحبيب رياه
خاف عليه العيون عاشقه ... فاشتقَّ من خدِّهِ فسمّاه
وهو إذا مغرم تنسَّمه ... خلى على الأنْفِ منه سيماه
يا حاجباً مُذْ براه خالقه ... تَوَّجه بالعلى وحلاه
إذا رآه الزمان مبتهجاً ... فقد رأى كلَّ ما تمنّاه
وإنْ رآه الهلالُ مطّلعاً ... يقول ربي وربك الله مات قريباً من العشرين والأربعمائة [2] : قُس الناطف[3] :
موضع معروف بالعراق، والقاف مضمومة، وبقُس الناطف كانت أول وقعة بين المسلمين وبين فارس، وكان على المسلمين يومئذ أبو عبيد الثقفي أبو المختار، فقتل أبو عبيد في جماعة من المسلمين وخلق من الأنصار وأبنائهم وهو يوم الجسر وقد تقدّم ذكره في حرف الجيم، وفي ذلك يقول حسّان:
لقد عظمت فينا الرزية أننا ... جلاد على ريب الحوادث والدهرِ
على الجسر قتلى لهف نفسي عليهمُ ... فوا حزناً ماذا لقينا على الجسر فأمّا القَسّ [4] بفتح القاف، فموضع بمصر تُنْسَب إليه الثياب القسية.
قسطيلية [5] :
اسم لعمل البلاد الجريدية وهي بلاد واسعة ومدن عديدة بها النخل والزيتون، من مدنها: توزر والحمة وتقيوس، ومدينتها العظمى توزر، وبها ينزل العمال، وجباية قسطيلية مائتا ألف دينار وأهلها يستطيبون لحوم الكلاب ويسمنونها في بساتينهم ويطعمونها التمر ويأكلونها، وأضاف أحدهم ضيفاً فأطعمه لحماً استطابه واستحسنه، فسأله عنه فقال: هو لحم جرو مسمَّن. ولا يعرف وراء قسطيلية عمران ولا حيوان إلا الفنك، إنما هي رمال وأرضون سوّاخة، وهم يقولون إن قوماً أرادوا معرفة ما وراء بلادهم، فأعدوا الأزواد وذهبوا في تلك الرمال أياماً فلم يروا أثراً لعمران، وهلك أكثرهم في تلك الرمال.
قسنطينة [6] :
من مشاهير بلاد إفريقية، بين تيجس وميلة، وهي مدينة أولية كبيرة آهلة فيها آثار للأول، كثيرة الخصب رخيصة السعر، على نظر واسع وقرى عامرة، وكان لها ماء مجلوب يأتيها على بعد على قناطر بقرب من قناطر قرطاجنة، وفيها مواجل عظام مثل التي في قرطاجنة.
وبها أسواق وتجار، وأهلها مياسير ذوو أحوال وأموال ومعاملات للعرب، وأصحاب حنطة تقيم في مطاميرها مائة سنة لا تفسد والعسل بها والسمن كثير ويتجهز بها إلى سائر البلاد.
وقسنطينة حصينة في غاية المنعة والحصانة لا يعلم بإفريقية [1] ديوان ابن دراج: 41 - 42. [2] كانت وفاته سنة 421هـ؟. [3] معجم ما استعجم 3: 1073 - 1074. [4] ذكر ياقوت (قسا) وقال إنهما فيما قيل قرية بمصر تنسب إليهما الثياب القسية، وذكر أيضاً قس وقال إنها ناحية من بلاد الساحل قريبة إلى مصر تنسب إليها الثياب القسية، وأضاف إن في بلاد الهند بلداً يقال له القس تجلي منه الثياب الملونة الفاخرة، وأن القس التي على مقربة من مصر ليست سوى تل، وربما كان هذا يرجح النسبة إلى البلدة الهندية، وفي معجم رمزي (1/ 96) أن موضع القس هذه اليوم باسم القلس على ساحل البحر الأبيض. [5] البكري: 49، وقارن بالاستبصار: 159 - 160. [6] قد راوح في هذه المادة عن الاستبصار: 165 - 166 وعن الإدريسي (د/ ب) 95 - 96/ 67 - 68 على اتوالي، حسب الفقرات امتوالية هنا، وقارن بالبكري: 63.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 480