اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 452
وجنابنا للمعتفي ... ن بزهرة المعروف يانع
وإذا شهدنا مجمعاً ... يُومى إلينا بالأصابع
عبثت بنا أيدي الزما ... [1] ن وأجدبت منا المرابع وبين قابس ونفزاوة ثلاث مراحل، وبينها وبين قفصة مرحلتان، وهي على مرحلتين من قيطون بياضة.
ومن كلام [2] الكاتب أبي المطرف بن عميرة في وصف قابس، وكان ولي قضاءها في أوائل مدة الخليفة المستنصر رحمه الله: ووجدته غوطي البساتين، طوري الزيتون والتين، فأما النخل فجمع عظيم، وطلع هضيم وسكك مأبورة، ونواعم في الخدور مقصورة، وبالجملة فبقعته وارفة الظل، آمنة الحرم والحل، جنة لو نزع ما في صدور أهلها من الغل.
ومن رسالة أخرى: ووجدته بادي الحضارة، رائق النضارى جوانبه قد ملئت جناناً وأدواحه تروق ورقاً وأفناناً، جنة لو نزع ما في صدور أهلها لعادوا إخواناً.
ومن أخرى: وهذا البلد رائق الموضوع، مذكر بالأوطان والربوع، بل يزيد عليها في أشياء، والقاطن يتناول فيه ما يشاء.
ومن أخرى: وهذا البلد رائق المنظر رافل في ورق الحسن الأخضر ولكنه مرتدف [3] بالميرة منقطع عن الجيرة.
ومن أخرى [4] : وهذا البلد رائق الموضوع مذكر بالأوطان والربوع، وإنه لمدهامّ الغابة، تام الغرابة، مستأثر بسيد من سادة الصحابة ولا عيب بتربته إلا وخامة بهوائها وحميات قل ما يعرى من عدوائها وربما مطلت بالقوت قواربها ودجنت في البيوت عقاربها، وباتت تسري بالشرّ مراراً وتمنع النوم غراراً. ويخشى المؤمن أن يلدغ من جحرها مراراً ثم أقول: والسماء
والطارق، إن لها نظراء في الحي الناطق، تتبارى في العقوق، وتتوارى في الشقوق، وتتوازى في الأفعال، ولا تجازى بالنعال.
ومن أخرى [5] : وهذه البلدة الآن حدائقها في ظلال من شرخ الشباب، وأطلال من ثمرات النخيل والأعناب، فهي بحال يقر بجمالها الأندلسي، ويحار بين خلالها الدبسي، ولا عيب فيها إلا هواء وخامته تخاف، وماء غيّر من خالصه الماء المضاف ولبيوت المدينة دواجن سيئة الجوار، سريعة إلى القطان والزوّار، كراها تنفيه، وسراها تخفيه، وصلحها لا يطمع أحد فيه، فقبحت شائلة الأذناب، شاملة بالعذاب، كامنة بارزة، هامزة لامزة، تطرق بالبلية، وتحرق في الأذية، وتقسم شرها بين البرّ والفاجر بالسوية، دبت عندنا ليلة إلى من كان يرمق دبيبها وتحاول قبل أن تصيبه أن يصيبها، فأوقعت به لدغاً في القدم، وإلقاءً في أشد الألم، وبات وبتنا معه في ليلة أخي ذبيان وتعالى الله ما أطول ما كانت وأصعب ما كان.
قامهل [6] :
من مشاهير بلاد الهند وهي أول حدود الهند إلى صيمور، وبينها وبين المنصورة ثمان مراحل. أبو قابوس[7] :
وأبو قبيس اسمان لجبل مكة، ويقال شيخ الجبال أبو قبيس وقيل ثبير.
قُباء [8] :
بضم أوله على وزن فُعال، من العرب من يذكِّره ويصرفه ومنهم من يؤنثه ولا يصرفه، وهما موضعان: موضع في طريق مكة من البصرة والآخر بالمدينة، بينها وبينه سبعة أميال، وقباء منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يسيرٍ إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم.
وقد يقصر وقال ابن الزبعرى: [1] الخريدة والرحلة: وأحدثت فينا البدائع. [2] رحلة التجاني: 90. [3] ص: مرتزق. [4] وردت هذه الرسالة ممتزجة بالرسالة الأولى، في رحلة التجاني: 90. [5] رحلة التجاني: 90 - 91. [6] كذلك كتبت في البكري (مخ) : 45 وعنه ينقل المؤلف؛ وهي كذلك في نسخة نزهة المشتاق: 61 - أعني بالقاف - وقال الإدريسي: وأما مدينة قامهل فقوم يحسبونها من الهند وقوم يحسبونها من السند ... الخ وقد أثبتها الأستاذ مقبول أحمد (الإدريسي/ ق: 27، 33.. الخ) و (170) OG: ما مهل - بالميم -. [7] معجم ما استعجم 3: 1040. [8] معجم ما استعجم 3: 1045، وقارن بما في امغانم المطابة: 323، ووفاء الوفا 2: 16، 357، والاستبصار: 42، وعنه نقل في صبح الأعشى 4: 290.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 452