اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 278
وماؤها من الآبار وتباع بها شواهين وصقور.
ومن قصيدة لأبي عبد الله بن الأبار الكاتب ذكر فيها البقاع الحجازية يتشوق إليها ويتطلب إلى ممدوحه الأمير الأجل أبي زكريا ملك إفريقية تسريحه إلى الحجاز:
ويرتاح للروحاء قلبي وفجها ... إذا سلكت شعباً ركابي أو فجا
رودس [1] :
بضم أوله جزيرة في البحر من الثغور الشامية، افتتحها جنادة بن أبي أمية عنوة في خلافة معاوية. وعن مجاهد قال، قال لي شيخ في غزوة رودس وقد كان أدرك الجاهلية، قال: كنت أسوق لأى لنا، يعني بقرة، فسمعت من جوفها: يال ذريح، قول نصيح، رجل يصيح، يقول: لا إله إلا الله، قال: فقدمنا فوجدنا النبي صلى الله عليه وسلم قد خرج بمكة.
ورودس هو حصن إغريقيا، وهو في الأرض الكبيرة مقدار عشرين ميلاً، وبينها وبين قبرس عشرون ميلاً، وبين ساحل الإسكندرية أربعة أيام. وذكر أبو نصر الفارابي أن هذه الجزيرة كانت مقراً لتعليم الفلسفة قبل انتقال التعليم إلى الإسكندرية، ورودس بلغة الإغريقيين: الورد.
الرويان:
مدينة في حد الديلم اسمها كجة [2] ، منها بزرجمهر ابن البختكان وزير كسرى أنوشروان وصاحب خزانة كتبه، وهو الذي جلب إليه كتاب " كليلة ودمنة " من الهند، وألف كتاباً في سير أنوشروان تولى فيه تقريظه، وسماه " كتاب العدل " فحظي بذلك عنده، وهو منشئ كتاب " مزدك " [3] الذي هو مسرح كل أديب، ومخيلة كل كاتب، يتنافسون في اكتتابه، ويديمون مطالعته لما يكتسبون من آدابه، ويحتذون من أمثلته، ولم يزل بزرجمهر في رسم من يدعى رأس الكتاب، بقية [4] دولة أنوشروان إلى أن قتله أبرويز، فكتب إليه أبرويز [5] : جنت لك ثمرة العلم القتل، فقال بزرجمهر: لما كان معي الجد كنت أنتفع بثمرة العلم، وإن فقدت كثيراً من الخير فقد استرحت من كثير من الشر.
والرويان مدينة عظيمة جليلة كثيرة الأهل، وأكثرهم شيعة من الزيدية. الرود[6] :
جزيرة في البحر المحيط أو غيره من البحار فيها الرود، وهم خلق ذوو أجنحة وشعور وخراطيم يمشون على رجلين كمشي الناس، وعلى أربع كالبهائم ويطيرون في الهواء مع الطير.
الري [7] :
كورة معروفة تنسب إلى الجبل وليست منه بل هي أقرب إلى خراسان، وهي بقرب دنباوند وطبرستان وقومس وجرجان.
ولما فتح نعيم بن مقرن الري خرب مدينتها القديمة، وهي التي يقال لها العتيقة، وبنى الري الحديثة. وهي مدينة ليس بعد بغداد في المشرق مدينة أعمر منها إلا نيسابور فإنها أكبر منها عرصة وأوسع رقعة، فأما اشتباك البناء وكثرة العمارة فالري أعمر من نيسابور، ومقدار الري فرسخ في مثله، ويخترقها نهر يقال له روذة [8] ، وقدام المسجد الجامع قلعة الري على قنة الجبل صعبة المرتقى متكائدة المطلع، فإذا صرت فيها اطلعت على طسوج الري كلها، وأبواب الري باب باطاق [9] يخرج منه إلى الجبال والعراق، وباب بليستان [10] يخرج منه إلى قزوين، وباب كوهك يخرج منه إلى طبرستان، وباب هشام يخرج منه إلى قومس، وباب خراسان (11) [1] معجم ما استعجم 2: 683. [2] عن ابن رسته (150) الرويان كورة مفردة عن طبرستان، وقال كانت فيما مضى من بلاد الديلم، وعد كجة مدينة من بلاد الرويان، وانظر ابن الفقيه: 302، وعند ياقوت أن الرويان اسم يطلق على كورة وعلى مدينة، وقد خلط ياقوت بين كلار وكجة فاعتبرهما مدينة واحدة، والصحيح أن كلار والرويان مدن متقاربة أو هي جميعاً أسماء لمدينة واحدة. [3] ص ع: مندوك. [4] ص ع: بينه. [5] انظر مروج الذهب 2: 224، وكان أبرويز حبسه، وكتب إليه ما كتبه وهو محبوس. [6] ص: الروي. وعند البكري (مخ) : 38 الذود، والمؤلف ينقل عنه. [7] معجم ما استعجم 2: 690، وقارن باليعقوبي: 275، وابن حوقل: 321، وابن الوردي: 30، واكرخي: 122، ونزهة المشتاق: 203، وياقوت (الري) ، والمقدسي: 390، وآثار البلاد: 375. [8] في نزهة المشتاق: ولها واديان أحدهما يشق المدينة ويمر بسوق الرودة، واسم هذا الوادي سورا. [9] الكرخي: طاق، ابن حوقل: ما طاق، وفي ص ع: ساطر. [10] ع: مرمستان، ص: مريسان.
(11) كذا وفي المصادر: وباب سين.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 278