اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 279
يخرج منه إلى قم. وزي أهلها زي العراق ولهم دهاء وتجارات، وبها قبر محمد بن الحسن الفقيه الكوفي وقبر الكسائي وقبر الفزاري المنجم. ولما نزلها المهدي في خلافة المنصور لما توجه لمحاربة عبد الجبار بن عبد الرحمن الأزدي ولد له بها الرشيد.
وافتتحها قرظة بن كعب الأنصاري في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كذا وجدت في بعض الأخبار، وهو خلاف ما تقدم إلا أن يكون نعيم بن مقرن قدمه لذلك فباشر الحرب أو بالعكس أو تكرر فتحها والله أعلم، فأما أصحاب المغازي فقالوا [1] : خرج نعيم بن مقرن إلى الري فلقيه أبو الفرخان مسالماً ومخالفاً لملك الري يومئذ سياوخش بن مهران، وكان سياوخش قد استمد أهل دنباوند وطبرستان وقومس وجرجان وقال: قد علمتم أن هؤلاء إن حلوا الري أنه لا مقام لكم فاحتشدوا له، فناهدهم المسلمون، فالتقوا بصفح جبل الري الذي إلى جانب مدينتها فاقتتلوا به، وقد كان أبو الفرخان قال لنعيم: إن القوم كثير وأنت في قلة، فابعث معي خيلاً أدخل مدينتهم من مدخل لا يشعرون به، وناهدهم أنت فإنهم إذا خرجوا عليهم لم يثبتوا لك، فبعث معه نعيم من الليل خيلاً عليها ابن أخته [2] المنذر بن عمرو فأدخلهم المدينة ولا يشعر القوم، وبيتهم نعيم بياتاً فشغلهم عن مدينتهم فاقتتلوا وصبروا حتى سمعوا التكبير من ورائهم، فانهزموا فقتلوا مقتلة عدوا فيها بالقصب، وأفاء الله على المسلمين بالري نحواً من فيء المدائن، وصالح أبو الفرخان نعيماً على أهل الري، فلم يزل بعد شرف الري في آله وسقط آل بهرام، وأخرب نعيم مدينة الري وهي التي يقال لها العتيقة وأمر أبا الفرخان ببناء مدينة الري الحدثى، وكتب لهم نعيم كتاباً أعطاهم فيه الأمان لهم ولمن كان معهم من غيرهم على أن على كل حالم من الجزية طاقته في كل سنة وعلى أن ينصحوا ولا يغلوا ولا يسلوا وينزلوا المسلم ويقروه يوماً وليلة ويفخموه، فمن سب مسلماً أو استخف به نهك عقوبة، ومن ضربه قتل، ومن بدل منهم فلم يسلم برمته فقد غر جماعته، وقال أبو نجيد في يوم الري:
ألا هل أتاها أن بالري معشراً ... شفوا سقماً لما استجابوا وقتلوا
لهم موطنان عاينوا الملك فيهما ... بأيد طوال لم يخنهن مفصل
وخيل تعادى لا هوادة عندها ... وراد وكمت تمتطى ومحجل
ودهم وشقر ينشر العتق بينها ... إذا ناهدت قوماً تولوا وأوهلوا
قتلناهم بالسفح مثنى وموحداً ... وصار لنا منهم مراد ومأكل
جزى الله خيراً معشراً عصبوهم ... وأعطاهم خير العطاء الذي ولوا وبالري واد عظيم يأتي من بلاد الديلم يقال له نهر موسى.
ولما مات بها محمد بن الحسن والكسائي قال الرشيد: دفنت الفقه والعربية بالري.
ويرتفع من الري إلى البلاد الثياب المنيرة من الزهيري [3] والبرود والأكسية.
والإمام الحافظ المصنف فخر الدين أبو عبيد الله محمد بن عمر الرازي كان والده خطيب الري، والنسبة إلى الري رازي على غير قياس.
ريدان [4] :
بلد باليمن، وهو قصر المملكة بظفار.
الريدال [5] :
بالألف واللام، موضع فيه كانت بساتين القيروان وجناتها ومتنزهاتها زمان عمارتها وعظم شأنها.
ريا:
مدينة على رأس قنديلة حيث بحر فاران الذي فيه غرق فرعون، وهي مدينة صغيرة لها رساتيق ونخل ومياه طيبة على قرب متناول، وبها مسجد جامع متقن البناء، ولها ساحل.
ريه [6] :
كورة من كور الأندلس في قبلي قرطبة نزلها جند الأردن [1] قارن بالطبري 1: 2653. [2] الطبري: ابن أخيه، وفي بعض الأصول ((ابن أخته)) . [3] ص ع: الدهيري. [4] معجم ما استعجم 2: 687. والإكليل 8: 23. [5] ع: والريدان؛ ص: والريلان؛ ولم أجدها في المصادر. [6] بروفنسال: 79، والترجمة: 99.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 279