اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 272
النصرانية فأجاب، وترك ما كان عليه من مذاهب الصابئين، واتبعه على ذلك خلق كثير من أهل مملكته، فآل ذلك إلى تحزبهم واختلاف كلمتهم في الديانة، وكان ممن خالف عليه بطريق من بطارقته يقال له داقيوس، فقتل فلبس واستولى على الملك، وملك سنتين، وتتبع النصارى فقتل منهم مقتلة عظيمة، ومنه هرب الفتية أصحاب الكهف، وهم في جبل من جبال الروم يعرف بخاوس [1] شرقي مدينة افسيس وعلى نحو ألف ذراع منها، وكانت هذه المدينة على البحر الرومي فبعد البحر عنها.
وقال جماعة: أصحاب الكهف غير أصحاب الرقيم، وكلا موضعيهما بأرض الروم، وقد مر في حرف الخاء، في ذكر مدينة خارمي، ذكر هذا الكهف، فلنكتف بهذا القدر هنا. الرقمتان[2] :
تثنية رقمة، موضعان، قال مالك بن الريب:
فلله دري يوم أترك طائعاً ... بني بأعلى الرقمتين وماليا وقال زهير:
ودار لها بالرقمتين كأنها ... مواضع وشم في نواشر معصم وقيل هما روضتان: إحداهما قريب من البصرة والأخرى بنجد، وقيل: بل كل روضة رقمة، وقيل: الرقمتان في أطراف اليمامة، وفي شعر مهيار الديلمي:
سقى دارها بالرقمتين وحياها ... ملث يحيل الترب في الدار أمواها
الرس [3] :
واد بنجد، وهو أيضاً الركية التي لم تطو، وهو أيضاً نهر يأخذ من مدينة قالي قلا على فرسخين ثم يشق مغرباً إلى دبيل، وخلف الرس، فيما يقال، ثلثمائة وستون مدينة خراباً وهو قول الله عز وجل: " وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيراً "، وقيل: الرس بناحية صيهد من أرض اليمن، وذكر الهمداني حنظلة بن صفوان وقال: وجد في قبره لوح مكتوب فيه: أنا حنظلة بن صفوان، أنا رسول الله، بعثني الله إلى حمير وهمدان والعريب من اليمن فكذبوني وقتلوني، وذكره المسعودي [4] في الأنبياء، وكان من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام فأرسل إلى أصحاب الرس، وكانوا من ولد إسماعيل عليه السلام، وهم قبيلتان: قدمان ويامن، فقام فيهم حنظلة بن صفوان بأمر الله فقتلوه، فأوحى الله إلى نبي من بني إسرائيل من سبط يهوذا أن يأمر البخت ناصر أن يسير إليهم، فأتى عليهم، فذلك قوله تعالى: " فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون ".
رسوب [5] :
هو جبل الأحقاف في عمان، وقد تقدم ذكر الأحقاف وقوم عاد في حرف الألف، ورسوب متصل بأرض الأحقاف، وهو بلد واسع غلب عليه الرمل بسوافي الرياح فعفا أثره، وهو الذي ذكره الله عز وجل، والبحر يضرب بسفح الجبل، ويركب منه البحر إلى جزيرتين ينزلهما قوم من مهرة بأغنامهم، طولهما اثنا عشر فرسخاً.
رستقباذ [6] :
موضع بين الكوفة والبصرة، قريب من دستوا، كان الحجاج خرج إليه فثار الناس به هناك مع عبد الله بن الجارود وأصحابه، وذلك سنة خمس وسبعين، فاقتتلوا، فقتل عبد الله بن الجارود، وبعث الحجاج بثمانية عشر رأساً من أصحابه فنصبت برامهرمز للناس، وكان الحجاج قام في الناس فقال: إن الزيادة التي زادكم ابن الزبير في أعطياتكم زيادة فاسق منافق ولست أجيزها، فقال له عبد الله بن الجارود العبدي: ليست بزيادة فاسق ولا منافق ولكنها زيادة عبد الملك أمير المؤمنين وقد أثبتها لنا، فكذبه وتوعده، فخرج ابن الجارود على عبد الملك وبايعه وجوه الناس فاقتتلوا قتالاً شديداً، فقتل ابن الجارود في جماعة من أصحابه وبعث برؤوس عشرة من أصحابه إلى المهلب.
رشيد [7] :
من مدن البلاد المصرية كبيرة على كثيب رمل عظيم، [1] ص ع: بحانوس - دون اعجام -. [2] معجم ما استعجم 2: 667. [3] قارن بياقوت: (الرس) . [4] مروج الذهب 1: 125. [5] ص ع: رسوف، وأثبت ما في البكري (مخ) : 67 والمؤلف ينقل عنه، ولا أدري ما صلته ب ((ريسوت)) ، قال الهمداني (صفة: 51) وفي المنتصف من هذا الساحل شرقاً بين عمان وعدن: ريسوت، وهو مائل كالقلعة بل قلعة مبنية بنياناً على جبل والبحر محيط بها إلا من جانب واحد. [6] الطبري 2: 874. [7] الاستبصار: 89، وصبح الأعشى 3: 400، وقارن بالأدريسي (د) : 162، وابن دقمقان 5: 113 - 114.
اسم الکتاب : الروض المعطار في خبر الأقطار المؤلف : الحميري، ابن عبد المنعم الجزء : 1 صفحة : 272