اسم الکتاب : الجغرافيا المناخية والنباتية المؤلف : عبد العزيز طريح شرف الجزء : 1 صفحة : 580
ونظرًا لفقر الحياة النباتية في الأقاليم القطبية التي يغطيها الجليد في معظم شهور السنة فإنها يمكن أن تعتبر كذلك نوعًا من الصحاري الباردة، وهي تشتهر غالبًا باسم "التندرا" ويمكن أن نضم إليها كذلك الأقاليم التي تكسوها غطاءات جليدية دائمة.
نباتات الصحاري الحارة والمعتدلة:
أهم ما يتميز به مناخ الصحاري هو أن أمطاره قليلة جدًّا بحيث لا تزيد على 25 سنتيمترًا في السنة, وأن المدى اليومي والفصلي لدرجة الحرارة فيه مرتفع جدًّا، ويندر أن تحتجب سماء الصحاري بالسحب، ولهذا فإن أشعة الشمس تكون مسلطة على سطح الأرض طول النهار تقريبًا، ولا يستثنى من ذلك إلا بعض الصحاري الساحلية حيث يكثر ظهور الضباب في ساعات الصباح، وقد ترتب على هذا النوع من المناخ ظهور حياة نباتية فقيرة تتكون في جملتها من أنواع يمكنها أن تتحمل الجفاف الشديد أو تتحايل عليه فمن هذه النباتات ما هو قصير العمر جدًّا بحيث يستطيع أن يتم حياته أحيانًا في فترات لا تزيد على شهر واحد عقب سقوط الأمطار مباشرة، ثم يموت ويترك بذوره في الأرض حتى تسقط الأمطار مرة أخرى فينمو من جديد، ومنها ما يخزن الماء في جذوره، أو في أوراقه وسيقانه كما هو الحال في بنات الصبير "Cactus" ومنها ما يستطيع أن يتعمق بجذوره في الأرض ليستفيد من رطوبتها أو يصل إلى مستوى الماء الباطني في بعض الأحيان.
ويكون هذا النوع الأخير غالبًا عبارة عن شجيرات قليلة الارتفاع ذات أوراق شوكية مثل السنط، وتمتاز الصحاري الساحلية بظهور بعض أنواع النباتات التي لها القدرة على امتصاص بخار الماء من الجو ومن الضباب أو من نقط الندى التي تتكون عليها.
وقد تختلف النباتات من بقعة إلى أخرى كذلك تبعًا لطبيعة سطح الأرض الذي يكون في بعض الجهات صخريًّا، بينما يكون في بعضها الآخر مغطى
اسم الکتاب : الجغرافيا المناخية والنباتية المؤلف : عبد العزيز طريح شرف الجزء : 1 صفحة : 580