جزعت من الإسار. " فحبسوه بمكة؛ فكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعو له؛ وأمه وأم شقيقه هشام: أميمة أو عاتكة بنت حرملة بن عريج بن شق بن صعب بن علي بن قسر. وللوليد تقول أمه:
هاجر وليد وبع النياقة
واشتر منها جملاً أو ناقة
وارم بنفس عنهم مشتاقة
فأفلت الوليد من إسارهم، ولحق برسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وشهد مع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمرة القضية، وكتب إلى أخيه خالد؛ وكان خالد خرج من مكة فراراً أن يرى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه، كراهة للإسلام وأهله؛ فسأل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه الوليد، وقال: " لو أتانا، لأكرمناه، وما مثله سقط عليه الإسلام في عقله ". فكتب بذلك الوليد إلى خالد أخيه؛ فوقع الإسلام في قلب خالد؛ وكان سبب هجرته؛ وقد قالوا: إن الوليد أفلت من الحبس بمكة؛ فخرج على رجليه؛ وطلبوه، فلم يدركوه شدا؛ ونكبت إصبع من أصابعه؛ فجعل يقول:
هل أنت إلا إصبع دميت ... وفي سبيل الله ما لقيت
فمات ببئر عتبة، على ميل من المدينة. والأول أثبت عندنا، والله أعلم.
وولد خالد بن الوليد بن المغيرة: عبد الرحمن، وكان عظيم القدر في أهل